حكم من حفظ القرآن ثم اشتغل بالدنيا ونسيه

السؤال:

من حفظ القرآن كاملًا، ثم اشتغل بالدنيا، ونسيه، أفيدونا ما جزاؤه؟

الجواب:

عليه خطر، وعليه التوبة والاستغفار، ولا يكون إلا خيرًا، يرجع إلى كتاب الله، ويعيد قراءته، وتذكر ما فيه، وإن شاء الله لا حرج، هذه زلة يرجع إلى الله، ويتوب إلى الله، ويستغفر الله، ومن تاب؛ تاب الله عليه.

السؤال: المشاغل الآن استغرقت الأوقات كلها؟

الجواب: يجب على المؤمن -الدنيا زائلة- لا يشغل نفسه بالدنيا، ليس له منها إلا ما كتب الله له، في الحديث: من أصبح والدنيا همه؛ جعل الله فقره بين عينيه، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن أصبح والآخرة همه؛ جمع الله له شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة

لا بد أن الإنسان يجعل وقتًا لآخرته، للقراءة، للمطالعة، للفائدة، للتحدث مع أهله، مع أصحابه الأخيار، لا يجعل كل ليله ونهاره للدنيا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ثم ليكن من أعظم همه: أن يحافظ على الصلوات الخمس في الجماعة، كل ما مضى الصلاة يكون على باله الصلاة الأخرى، يكون مواظبًا، يعتني بالصلاة، ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: رجل قلبه معلق بالمساجد، كلما فرغ من صلاة يرتقب الأخرى، أو يسارع إليها في وقتها مع إخوانه، فهذا من أهم الأمور بأن تتقيه أن تعنى بصلاتك.

ثم هكذا أمور دينك، أمور دنياك المتعلقة بأهلك، بجيرانك، لا يكون كل همك هو أن تسعى لطلب الدنيا، فإن صاحبها لا يشبع، صاحبها كشارب البحر، لا يروى أبدًا، يقول النبي ﷺ في ابن آدم: لو أعطي واديان من مال؛ لابتغى له ثالثًا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب أنت تنظر الآن ناسًا عندهم مئات الملايين، وآلاف الملايين، وتعبانين.

فتاوى ذات صلة