الجواب:
الآية الكريمة فيها ذم هؤلاء، وتحذيرهم، وبيان أن الله لا يغفر لهم، وقد فسر العلماء أن ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا [آل عمران:90] أي ثم استمروا في الكفر حتى الموت، يعني استمروا في الكفر، وزاد كفرهم حتى اتصل بالموت، فماتوا على كفرهم، وضلالهم؛ فلن يغفر الله لهم -نسأل الله العافية-.
أما من تاب بعد كفره، فالله يتوب عليه، وهكذا بعد معصيته التوبة تجب ما قبلها، والإسلام يهدم ما كان قبله، قال الله : قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ [الأنفال:38] والنبي قال: التوبة تهدم ما كان قبلها، والإسلام يهدم ما كان قبله، فمن تاب بعد معاصيه، ولو كثرت، أو بعد كفره ولو كثر توبة صادقة نصوحًا، واستقام عليها حتى الموت؛ غفر الله له حتى تطلع الشمس من مغربها، باب التوبة مفتوح إلى طلوع الشمس من مغربها -نسأل الله السلامة-.
فعليك يا عبدالله أن تلزم التوبة، وإذا منَّ الله عليك بالتوبة فاحمد الله على ذلك، والزمها، لا تتابع الهوى، ولا تطع دعاة الباطل، وعلى رأسهم الشيطان، ولكن الزم التوبة، واحمد الله على ما من عليك به من التوبة، واحذر أن تعود إلى الفساد، والشر بعدما هداك الله للتوبة.