ما حكم التوسع في الفتيا والتمسك بسد الذرائع؟

السؤال:

سماحة الشيخ أفيدونا أثابكم الله، من المعلوم أن ديننا وسط، ولكن الإفراط في بعض المسائل، فهل معنى هذا التوسع في الفتيا أو التمسك بسد الذرائع والتوسع في الفتيا والاقتصار على النصوص؟ 

الجواب:

هذا مقام عظيم، مقام......؛ فالواجب عدم التوسع في الفتيا، الواجب على المؤمن أن يخاف الله ويراقبه، وألا يفتي إلا عن بصيرة وعن نص عَرَفَه، وإذا لم يكن هناك نص فلا بدّ من اجتهاد عند الضرورة وتحرٍّ للحق إذا كان من أهله، إذا كان عنده علم بالنصوص من الكتاب والسنة والقواعد الشرعية فلا بدّ يتحرّى الحق عند الضرورة ويجتهد في الإفتاء عند الضرورة، كان الصحابة يتدافعون الفتوى بينهم حرصًا منهم على السلامة وحذرًا من خطر الفتوى.

فينبغي للمؤمن ألا يكون حريصًا على الفتوى، ولا سريعًا في الفتوى، وإذا رأى من هو أفضل منه أحال إليه؛ لأنه أقرب إلى الصواب منه كما فعل الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، فينبغي للمفتي ألا يتوسع في الفتوى، وأن يحرص على تحري الحق بالدليل، وأن يفتي على مقتضى الدليل حسب الطاقة والإمكان؛ إرشادًا للأمة وتوضيحًا للحق، وإذا كان في المقام إشكال توقف ولم يفت حتى يحقق الأمر وحتى يتضح له وجه الصواب، وإن كان من أعلم الناس؛ فالصحابة أعلم الناس بعد الأنبياء وكانوا يتوقّفون في مسائل كثيرة ويحيل بعضهم على بعض؛ حذرًا من خطر الفتوى، وهكذا الأئمة بعدهم،  رضي الله عنهم ورحمهم.

فتاوى ذات صلة