الجواب:
الطلبة أصناف: ففي أول الطريق -مثلما تقدَّم- يعتني بما تيسر من كتاب الله، ولو المُفَصَّل -من سورة ق إلى آخره- يحفظه ويعتني به، ويُكمل تلاوة القرآن في كثيرٍ من الأوقات نظرًا، حتى يتيسر له حفظه شيئًا بعد شيءٍ، ويحفظ المتون التي تتعلق بالعقيدة، مثل: كتاب "التوحيد" و"ثلاثة الأصول" و"كشف الشبهات" و"العقيدة الواسطية"، هذه الكتب العظيمة الأصول لا بدّ منها.
وإذا ارتفعت همَّته وحفظ مثل: "الحموية" و"التدمرية"، فهذا خيرٌ إلى خيرٍ.
وفي الحديث يحفظ "الأربعين النووية"، وما ضمَّ إليها من اختيار ابن رجب رحمه الله، وهي "خمسون حديثًا من جوامع الكلم"، هذه أيضًا مهمة ومفيدة، ثم "عمدة الحديث"، فإنها أُلِّفَتْ لطلبة العلم، وهي مفيدة وجيدة، ومن "الصحيحين".
فإذا تيسرت له همَّة فوق ذلك: "بلوغ المرام"، فإنه كتابٌ عظيمٌ ومفيدٌ، وقد حفظناه في الطلب، وهو كتابٌ جليلٌ مُحرَّرٌ، جديرٌ بالعناية.
فإذا ارتفعت الهمَّةُ وصار عند طالب العلم قوةُ حفظٍ ومزيد فراغٍ فـ"منتقى الأخبار" لابن تيمية، وهو كتابٌ جليلٌ أيضًا، وفيه جملةٌ كبيرةٌ من الأحاديث، فإذا تيسر له حفظه فهذا خيرٌ على خيرٍ.
ولكن فيما أرى يكفيه الآن: "عمدة الحديث"، أو "بلوغ المرام" للحافظ ابن حجر، هذان الكتابان عظيمان، فـ"بلوغ المرام" أجمع من "العمدة"، وإن كانت فيه بعض الأحاديث ضعيفة، لكنها مُحررة ومُبينة، وغالبه جيد وسليم، وهو كتابٌ عظيمٌ جليلٌ جديرٌ بالحفظ.