حكم إتيان الكهنة والطرق المشروعة لعلاج السحر

السؤال:
لقد قرأت لفضيلتكم فتوى في المجلة العربية عن السحر والسحرة، وكيف يبطل السحر، وكيف يحمي المسلم نفسه منه، وذكرتم أن من عمل له عمل فيجب عليه أن يبحث عن مكان هذا العمل، ونظرا لأن هذا الموضوع مهم جدا وخطير ويقع ضحية له كثير من الناس مما يضطر الأمر إلى زيارة الدجالين والكهنة الذين يوهمونهم بأنهم يعرفون من عمل العمل ومكانه، وقد قرأت أن مراجعة هؤلاء المشعوذين حرام ولا تجوز، فأرجو من سماحتكم التكرم ببيان كيف يمكن للمبتلى بالعمل أن يتعرف بالطرق الشرعية على مكان وموضع العمل؟ كذلك كيف يمكنه بالطرق الشرعية أيضا المباحة القضاء على هذا العمل؟ وكذلك جزاكم الله خيرا توضيح حكم إتيان هؤلاء السحرة بحجة أنه لا يمكن تحديد العمل والقضاء عليه إلا عن طريقهم لخطورة الموضوع نرجو إيضاح ذلك، وجزاكم الله خير الجزاء؟

الجواب:
الرسول ﷺ حذر من سؤال الكهان والمنجمين والعرافين وقال عليه الصلاة والسلام: من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما رواه مسلم في الصحيح.
وقال عليه الصلاة والسلام: من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد عليه الصلاة والسلام، ولما سئل عن الكهان قال: لا تأتوهم، وقال: ليسوا بشيء
وقال: ليس منا من تطير أو تطير له، وليس منا من تكهن أو تكهن له، وليس منا من سحر أو سحر له.
فالمؤمن يحذر هؤلاء ولا يجوز سؤالهم ولا إتيانهم، لكن لو عرف بأي طريق ما، لو دل على مكان العمل المسحور، فإنهم يتخذون أشياء يجعلون فيها السحر من عقدهم وبلائهم، قد يتخذون شعرا ويربطونه بأشياء ويجعلونه في مكان خفي، قد يتخذون أشياء أخرى، فلو قدر أنه علم ذلك من طريق بعض الصبيان أو من طريق بعض الناس الذين رأوه فإنه يتلفه، ومتى أتلفه بطل أمره.
وهناك بحمد الله أمر ميسر فلا يحتاج إلى هذا كله، وهو الدواء والعلاج بما شرع الله ، فإن الله جل وعلا شرع العلاج لكل داء ما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء فعلاج السحر، وحبس الرجل عن زوجته، موجود بيَّنه أهل العلم وهو في كتاب الله ، فإذا قرئ على المسحور أو الممنوع من زوجته ما تيسر من كتاب الله، كان هذا من أسباب زوال السحر وزوال المانع من الزوجة، وهكذا إذا قرئ له في ماء وصب عليه وشرب منه وتروش به كذلك زال هذا الشيء، وربما جعل فيه أيضا من السدر سبع أوراق -سدر أخضر- تدق وتجعل في الماء أيضا، هذا أيضا من النافع، ولو قرأ بدون السدر نفع بإذن الله.
يقرأ آية الكرسي، والفاتحة، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، والمعوذتين في الماء، ويقرأ آيات السحر المذكورة في سورة الأعراف وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ۝ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ۝ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ [الأعراف:117-119].
وآيات السحر التي في يونس وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ ۝ فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ ۝ فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ۝ وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ [يونس:79-82].
وهكذا في سورة طه قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى ۝ قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ۝ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى ۝ قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى ۝ وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى[طه:65-69].
وإذا كان في سدر مع هذا مدقوقة نفع أيضا ثم يقرأ: اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما ثلاث مرات، بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل حاسد، الله يشفيك بسم الله أرقيك ثلاث مرات، هذا بإذن الله يذهب ما شاء الله .. ولا حول ولا قوة إلا بالله، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
هذا كله بإذن الله من أسباب الشفاء، وقد عولج به ناس كثيرون وبرئوا بإذن الله، وهو موجود يوزع من مكتبنا في دار الإفتاء، نشر في الصحف ويوزع، من أراد الورقة يأخذها وينتفع بها في المكتب هنا في البيت وفي دار الإفتاء يطلب الورقة التي فيها علاج السحر وعلاج منع الزوج من امرأته وهو علاج نافع ومجرب وقد ذكره أهل العلم، وكذلك ذكره الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله في شرح التوحيد في فتح المجيد شرح كتاب التوحيد في باب ما جاء في النشرة، في كتاب التوحيد نفسه ذكر هذا العلاج وذكره عن أهل العلم.
فتاوى ذات صلة