هل يدخل الجانُّ في الإنسان؟ وما الدليل؟

السؤال:

هل الجانُّ يدخل الإنسان؟ وما الدليل من القرآن؟ وهناك من الناس مَن يقول: إنه يستخدم الجنَّ –يحضّرهم-؟ وهل تجوز مراجعة الشيخ الذي خرج في المدينة المنورة للعلاج؟ وما حكم من راجع كاهنًا للعلاج وشفاه الله من مرضه؟

الجواب:

دخول الجن في الإنسي هذا قد ذكره العلماء وبيَّنوه، وأنه قد يقع، والجن لهم صفات وخِلقة متنوعة... يدخل الجني في الإنسي ويُصاب بالجنون، ويُصاب بتغير عقله، وقد يتكلم على لسانه، ويحكي على لسانه، وقد يتكلم بغير لغته، وقد يعمل أعمالًا لا يستطيعها إنسانٌ لولا وجود الجني فيه، قد قال الله الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ [البقرة:275] أي: كما يقوم المجنون، احتجَّ العلماء بهذه الآية على دخول الجني في الإنسي وتلبّسه به، وقد نصَّ على ذلك أئمة التفسير: كابن جرير، والبغوي، وابن كثير، والقرطبي، وغيرهم.

وقال أبو العباس ابن تيمية: "أجمع العلماء رحمهم الله على أنه قد يدخل الجني في الإنسي، ويتكلم على لسانه"، حكى إجماع أهل العلم، وهكذا قال أبو الحسن الأشعري، حكاه عن أهل السنة والجماعة: أن الجني قد يدخل في الإنسي، ويتكلم على لسانه.

وقال عبدالله بن أحمد لأبيه: يا أبت، إن قومًا يُنكرون دخول الجني في الإنسي، قال: هم يكذبون، ها هو يتكلم على لسانه.

هذا قول أهل السنة والجماعة قاطبةً، وأنكر ذلك بعضُ المعتزلة وطائفةٌ خبيثةٌ من المتأولة لصفات الله .

وقد وقع هذا منذ أشهرٍ عندنا، وعند بعض الذين يقرؤون على الجن من أهل الرياض، وتكلم على لسان المرأة المصابة، ونصحناه، ووجهناه إلى الخير، وكان يزعم أنه كافر، وأنه بوذي من الهند، وكان قد نصحه عبدالله بن مشرف العمري، ودعاه إلى الإسلام، ووافق على ذلك، وحضر عندي واعترف بالإسلام، وأعلن إسلامه، وفارق المرأة.

وما ذُكر عن الشيخ علي الطنطاوي في بعض كلماته بعد الجمعة فيما مضى قبل رمضان من إنكار  ذلك، وأنه لا يقع، وأنه خلاف ما قاله الله عن سليمان؛ حيث قال: قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي [ص:35]، هذا غلطٌ من الشيخ علي الطنطاوي، وهكذا ما ذكر..... في بعض الصحف من أنه لا يقع، كل هذا غلط منهم، وقد كتبنا في هذا بيانًا يُنشر في هذه الأيام إن شاء الله من باب إيضاح الحقِّ.

فتاوى ذات صلة