الجواب:
ليس للربح حدٌّ محدودٌ في أصح أقوال أهل العلم، ليس له حدٌّ محدودٌ، والنبي ما حدَّ فيه حدَّا محدودًا، ولكن يُستحب للمؤمن عدم الغلاء في الأثمان، وأن يرفق بإخوانه في الفاكهة وغير الفاكهة، يرضى بالربح القليل، يكون قنوعًا، يقول النبي ﷺ: قد أفلح مَن أسلم، ورُزِقَ كفافًا، وقنَّعه الله بما آتاه، فإذا تيسرت له القناعة بالربح القليل فهذا هو الأفضل: في الفاكهة، وفي اللحوم، وفي الملابس، وفي غير ذلك، الأفضل للمؤمن أن يتحرى الرفقَ، ويرضى بالقليل، ولا يُشدد على إخوانه في الأرباح، لكن إذا غلت السلعُ بأمر الله فهو من جنس الناس، ولكن هو يتحرى الربحَ مهما أمكن، ويتحرى التيسير على إخوانه، وليس له حدٌّ محدودٌ، لا بالثلث، ولا بغيره.
وقد ثبت عن النبي ﷺ أن بعض الصحابة اشترى شاتين بدينار، ثم باعهما بدينارين، كل واحدةٍ بدينار، استفاد مثل النصف: اشتراها بنصف دينار، وباعها بدينار.
فالمقصود أنَّ هذا ليس له حدٌّ محدودٌ، قد يشتري الفاكهة ثم تقلّ في السوق وتغلو، قد يشتري لباسًا ويقلّ ويغلو، قد يشتري سيارةً وتغلو، لها أسباب، زيادة السعر لها أسباب، إلا أنه مهما أمكن يتحرى الرفق والتَّسامح فهو أمرٌ مطلوبٌ.