ما حكم قول: لا نرضى بالمقضي من مفعوله؟

السؤال:

قوله: (ولا نرضى بالمقضي الذي هو من مفعوله)؟

الجواب:

من مفعوله الذي هو فعل العاصي، فمفعولات المخلوقين هو الذي قضاها، وهو خلقها : وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ [الصافات:96]، فمخلوقات الكفَّار والعُصاة كلها مخلوقة لله، ما خلقها غيره .

فالعبد مخلوقٌ، وأفعاله مخلوقة: من معصيةٍ وطاعةٍ، ولكنا نرضى بها من جهة أنَّ الله قدَّر وقضى، فنرضى عنه سبحانه، ونرضى عنه، ونعلم أنه حكيم عليم، فلا نُنكر عليه، ولا نعترض عليه، ولا نُسيء به الظنّ ، بل له الحكمة البالغة في كل شيءٍ.

س: قوله: (ونرضى بالقضاء الذي هو فعل الله)؟

ج: مُضاف إلى الله على تقدير اللام، "خلق الله" يعني: خلق لله، "عبد الله" أي: عبدٌ لله، فالمضافات على وجوهٍ ثلاثة: على تقدير اللام، وعلى تقدير من، وعلى تقدير في.

س: وأقواها، أي: المضافات؟

ج: على حسب السياق: شيء يكون بمعنى اللام، وشيء بمعنى من، "خير الله" يعني: خير من الله، "فضل الله" يعني: فضل من الله، "عبد الله": عبد لله، "ناقة الله": ناقة لله، أو من الله، يعني: خلقها.

س: أقوى الوجوه؟

ج: نرضى بما شرع الله، ولا نرضى بما حرَّم الله.[1]

  1. 15 من قوله: (وأفضل أولياء الله بعد الرُّسُل أبو بكر الصّديق رضي الله عنه)
فتاوى ذات صلة