حكم القول بوجود بدعة مباحة في الدين

السؤال:

هل في الدين بدعة مباحة؟ وما معنى قول عمر: نعمت البدعة هذه؟ 

الجواب:

ما في الدين بدعة مباحة، ولا بدعة مكروهه، بل كلها ضلالة، يقول النبي ﷺ: وكل بدعة ضلالة، هذا كلام رسول الله ﷺ، فليس في الدين بدعة، لا مباحة، ولا مستحبة، بل كل البدع في الدين ضلالة.

وأما ما يسميه بعض الناس بدعًا في المدارس، وفي بناء المنارات، هذه ليست بدعًا، هذه أمور دعت إليها الحاجة؛ فهي قربة، فالمنارة لأجل يعرف الصوت بالأذان حتى يسمعه الناس، والمدارس لأجل تعليم القرآن والسنة، والأربطة لأجل الناس الفقراء، فليس هذه من البدع، بل هذه من الحسنات، والخيرات، والقربات. 

وأما قول عمر : (نعمت البدعة) فالمراد به من حيث اللغة، فإنه لما جمعهم على إمام واحد في التراويح، وكان النبي ﷺ فعل ذلك مرات لعدة ليالي، ثم ترك، وخاف أن تفرض عليهم -عليه الصلاة والسلام- فلما توفي النبي ﷺ وتوفي أبو بكر، واستخلف عمر؛ رأى أن يجمعهم على إمام واحد؛ لأنهم يصلون أوزاعًا في المسجد، هذا يصلي لأربعة، وهذا يصلي لثلاثة، وهذا يصلي لنفسه، فرأى أن يجمعهم فجمعهم، كما جمعهم النبي ﷺ وصلى بهم؛ لأنه قد أمن الآن الفرض، وانقطع الوحي، فلهذا جمعهم وقال: (نعمت البدعة) يعني من حيث اللغة، لأن البدعة في اللغة ما كان على غير مثال سابق، فهذه الصلاة التي جمعهم عليها، واستمروا عليها بدعة من حيث اللغة، لا من حيث الدين، فإن الرسول قد فعلها، ودعا إليها ﷺ وصلى بهم عدة ليال، فلم تكن بدعة، بل هي قربة، وطاعة. 

فتاوى ذات صلة