كتب ينصح بها للمبتدئ

السؤال:

وآخر يقول: إنه كان مراهقًا، وكان يترك الصلاة والصيام، ولكنه تاب إلى الله توبة صادقة، ولكن ما زال يخاف من ذنوبه، ويخاف من عذاب القبر بعد الموت، وهو يقول: لا أريد أن أسأل أحدًا غيرك، ولن أسأل أحدًا غيرك، وإذا دللتني على الطريق سوف أمسك به، ولن أفارقه، أرجو من سماحتكم أن تدلوني على كتب لكي أتعلم منها علوم الإسلام، على علم يدل على الدين الإسلامي، ويثبت على الطريق، وينور لي الطريق؟

الجواب:

الحمد لله الذي وفقك للتوبة، والتوبة يمحو الله بها ما مضى، يقول: الله : وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31]، ويقول سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ [التحريم:8] الآية، وقال النبي ﷺ لعائشة -رضي الله عنها-: إن العبد إذا أذنب ذنبًا ثم تاب إليه؛ كان كمن لا ذنب له 

فالعبد إذا تاب إلى الله توبة صادقة؛ محا الله عنه الذنب، وأبدله عملًا صالحًا إذا صدق وأتبعه بالإيمان والعمل الصالح، كما قال : وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82]، ولما ذكر سبحانه الشرك والقتل بغير الحق والزنا قال سبحانه: وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ۝ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ۝ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ [الفرقان:68-70] هذا يدلنا على أن العبد إذا تاب توبة صادقة، وأتبع التوبة بالعمل الصالح الصادق؛ فإن الله يغفر له سيئاته، ويبدلها حسنات، هذا من فضله تغفر السيئات، ويحل محلها حسنات، فعليك بالصدق في التوبة، وعليك بالاستقامة عليها، والثبات عليها. 

ونوصيك بالقرآن الكريم، فهو أعظم كتاب، وأشرف كتاب، فعليك بكتاب الله، أكثر من تلاوته وتدبر معانيه، ففيه الهدى والنور، وفيه الشفاء من كل سوء، وهكذا حفظ ما تيسر من سنة النبي ﷺ مثل أحاديث الأربعين النووية التي جمعها النووي، وكملها ابن رجب خمسين حديثًا، هي أحاديث مهمة، احفظها تستفيد منها. 

وهكذا إن تيسر لك حفظ بعض متون الحديث مثل: "عمدة الأحكام" في الحديث للشيخ عبدالغني المقدسي -رحمه الله- أو "بلوغ المرام" في الحديث، هذا أيضًا يفيد جدًا، وعليك بـ "كتاب التوحيد" للشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمة الله عليه- وهو كتاب عظيم في العقيدة تحفظه، و "الأصول الثلاثة" كتاب عظيم مفيد، وآداب المشي إلى الصلاة، كل هذه الكتب نافعة.

وإذا كنت قد درست في الثانوي، أو المتوسط، أو فوق ذلك عندك كتب أخرى فوق ذلك فيها علم أكثر؛ مثل "زاد المعاد" لابن القيم في هدي خير العباد، فهو كتاب عظيم كثير الفائدة. 

فالمقصود: أنك تهتم -أولًا وقبل كل شيء- بالقرآن العظيم، وتعنى بتلاوته والإكثار من ذلك، مع التدبر والتعقل، وهو كتاب الله، فيه الهدى والنور، فيه الدلالة على كل خير، وفيه الدعوة إلى كل خير ...

في العقيدة "كتاب التوحيد" للشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب -رحمة الله عليه- وكتاب -الأصول الثلاثة- وكشف الشبهات، و"العقيدة الواسطية" لشيخ الإسلام ابن تيمية، هذه كتب عظيمة كثيرة الفائدة، و "آداب المشي إلى الصلاة، والزكاة، والصيام" كتاب صغير مفيد، أو "عمدة الفقه" للموفق بن قدامة فيها خير كثير، ثم بعد ذلك إذا كنت تتعلم،  وتسير في الدرب؛ فهناك كتب أخرى سوف تستفيد منها -إن شاء الله-.

فتاوى ذات صلة