الجواب:
الأصل أنَّ مَن لم يُسمّ نفسه لا تُقبل شهادته، ولا يُقبل قوله؛ لأنه قد يكون فاسقًا، وقد يكون ذا قصد سيئ، وقد سمعت الآية: إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا، فلا يُعتمد عليه إذا قال: فلان فعل كذا، أو: فلان قال كذا، أو: فلان ترك كذا، لا يُعتمد عليه حتى يُبين نفسه، ويشهد، وتثبت البينة الشرعية في حقِّ الشخص.
لكن إذا كان مَن كتب النصيحة ناصحًا أو فاعل خيرٍ يُخبر عن عملٍ وقع في المؤسسة، أو وقع في المكتب، فالواجب على مدير المكتب الذي كتب إليه أن ينظر في الأمر؛ لأنَّ هذا الكاتب قد يكون كما قال ناصحًا، ولكن لو سُمِّي لأوذي، فإذا كان يقول: المكتب وقع فيه كذا، أو: الدائرة الفلانية فيها كذا وكذا، فالواجب على المكتوب إليه أن ينظر في الأمر: هل هو صحيح؟ يقول لك فاعل خير: الموظفون في مكتبك ما يُصلون، ما يقومون بالعمل، يُؤذون المراجعين، اتَّقِ الله، حاسبهم، انظر الأمر: هل هو صادقٌ؟ ولا تحتجّ بمجرد أنه ما سمَّى نفسه وتُهمل، لا، لو سمَّى نفسه ربما آذيتُموه وآذى المكتوب إليه، فقد يكون موظفًا أيضًا.
فإذا كان الكاتبُ -الذي ما سمَّى نفسه- ناصحًا يريد من المسؤول أن ينظر في الأمر، ما قال: فلان ابن فلان، يُقال: انظروا مكتبكم فيه كذا وكذا، دائرتكم فيها كذا وكذا، فالواجب عليك أيها المسؤول -من مدير المكتب أو عميد المكتب أو كذا- أن تنظر فيمَن نُسب إليهم الأمر، فالذي يُقال أنَّهم ما يُصلون ينظر فيهم، يدخنون ينظر فيهم، يُهملون القضايا والرسائل ينظر فيهم، يُؤذون المُراجعين ويسبونهم ينظر فيهم، ولا تحتج بأنه ما سمَّى نفسه وفقط، اتَّقِ الله وانظر فيما قال لك ونصحك فيه، ولو ما سمَّى نفسه، أما إذا قال: فلان يعمل كذا، وسمَّى واحدًا مُعينًا؛ فلا تُطعه فيه حتى تنظر في الأمر وتعرف هل هو صادق أم غير صادقٍ فيه؟ يقول: فلان ما يُصلي، وهو عندك في المكتب، انظر فيه هل هو يُصلي أم لا يُصلي؟ وَصِّ عليه الناسَ الذين عندك: انظروا هل هو يُصلي أم لا يُصلي؟ هو يدخن أو ما يُدخن؟ وأنتم ممنوعون في الإدارة من التَّدخين، انظروا ماذا قال، ولا تعتمده، اعمل الأسباب الأخرى أنت، وأما اتِّخاذها تَكِئَةً -أنه ما سمَّى نفسه- حتى تُضيع الأمر، فلا، هذا غلطٌ.
لكن إذا كان مَن كتب النصيحة ناصحًا أو فاعل خيرٍ يُخبر عن عملٍ وقع في المؤسسة، أو وقع في المكتب، فالواجب على مدير المكتب الذي كتب إليه أن ينظر في الأمر؛ لأنَّ هذا الكاتب قد يكون كما قال ناصحًا، ولكن لو سُمِّي لأوذي، فإذا كان يقول: المكتب وقع فيه كذا، أو: الدائرة الفلانية فيها كذا وكذا، فالواجب على المكتوب إليه أن ينظر في الأمر: هل هو صحيح؟ يقول لك فاعل خير: الموظفون في مكتبك ما يُصلون، ما يقومون بالعمل، يُؤذون المراجعين، اتَّقِ الله، حاسبهم، انظر الأمر: هل هو صادقٌ؟ ولا تحتجّ بمجرد أنه ما سمَّى نفسه وتُهمل، لا، لو سمَّى نفسه ربما آذيتُموه وآذى المكتوب إليه، فقد يكون موظفًا أيضًا.
فإذا كان الكاتبُ -الذي ما سمَّى نفسه- ناصحًا يريد من المسؤول أن ينظر في الأمر، ما قال: فلان ابن فلان، يُقال: انظروا مكتبكم فيه كذا وكذا، دائرتكم فيها كذا وكذا، فالواجب عليك أيها المسؤول -من مدير المكتب أو عميد المكتب أو كذا- أن تنظر فيمَن نُسب إليهم الأمر، فالذي يُقال أنَّهم ما يُصلون ينظر فيهم، يدخنون ينظر فيهم، يُهملون القضايا والرسائل ينظر فيهم، يُؤذون المُراجعين ويسبونهم ينظر فيهم، ولا تحتج بأنه ما سمَّى نفسه وفقط، اتَّقِ الله وانظر فيما قال لك ونصحك فيه، ولو ما سمَّى نفسه، أما إذا قال: فلان يعمل كذا، وسمَّى واحدًا مُعينًا؛ فلا تُطعه فيه حتى تنظر في الأمر وتعرف هل هو صادق أم غير صادقٍ فيه؟ يقول: فلان ما يُصلي، وهو عندك في المكتب، انظر فيه هل هو يُصلي أم لا يُصلي؟ وَصِّ عليه الناسَ الذين عندك: انظروا هل هو يُصلي أم لا يُصلي؟ هو يدخن أو ما يُدخن؟ وأنتم ممنوعون في الإدارة من التَّدخين، انظروا ماذا قال، ولا تعتمده، اعمل الأسباب الأخرى أنت، وأما اتِّخاذها تَكِئَةً -أنه ما سمَّى نفسه- حتى تُضيع الأمر، فلا، هذا غلطٌ.