حكم الوتر بعد صلاة العشاء بركعة واحدة

السؤال:
ما حكم مَن أوتر بعد صلاة العشاء بركعةٍ واحدةٍ؟ ففي الحديث الذي ورد في البخاري: أنَّ معاوية أوتر بعد العشاء بركعةٍ واحدةٍ، فقيل لابن عباس ذلك، فقال: "دعوه فإنه فقيه"؟

الجواب:
صحيح، نعم، الوتر بواحدةٍ كافٍ، ومن هذا حديث أبي أيوب الأنصاري، وهو ثابتٌ عن النبي ﷺ قال: مَن أحبَّ أن يُوتر بخمسٍ فليفعل، ومَن أحبَّ أن يُوتر بثلاثٍ فليفعل، ومَن أحبَّ أن يُوتر بواحدةٍ فليفعل، فالوتر أقلّه ركعة واحدة من آخر الليل، أو من وسط الليل، أو من أول الليل، كافٍ، بعد العشاء، وكلما زاد فهو أفضل، إن أوتر بثلاثٍ فهو أفضل، بخمسٍ فهو أفضل، بسبعٍ فهو أفضل، بتسعٍ فهو أفضل، بإحدى عشرة، بثلاث عشرة، إلى هنا انتهى وتره ﷺ: ثلاث عشرة، ومَن زاد فلا بأس؛ لأنَّ هذا ليس بحدٍّ محدود، فلو أوتر بمئة ركعة وواحدة فلا بأس، يقول النبيُّ لما سُئل عن صلاة الليل: مثنى، مثنى، فإذا خشي أحدُكم الصبحَ صلَّى ركعةً واحدةً تُوتر له ما قد صلَّى خرجه البخاري ومسلم في "الصحيحين".
فدلَّ ذلك على أنَّ صلاة الليل غير محدودةٍ، لا في رمضان، ولا في غيره، فمَن صلَّى إحدى عشرة كما صلَّى النبيُّ ﷺ أو ثلاث عشرة فهو أفضل، ومَن زاد لأنه أحبَّ أن يستفيد من الصلاة؛ لأنَّ عنده نشاطًا، استمر، صلَّى عشرين في رمضان، أو في غيره، أو صلَّى أكثر؛ فلا بأس بذلك.
وقد جاء عن الصحابة أنهم صلوا عشرين، وصلوا إحدى عشرة بعده ﷺ، وصلَّى بعضُهم أكثر من ذلك، والأمر في هذا واسعٌ، وليس فيه حدٌّ محدود، إلا أن الأفضل أن تكون صلاته مثل صلاة النبي ﷺ إحدى عشرة أو ثلاث عشرة، مع العناية والركود والقراءة والتَّدبر والتَّعقل والركعات، حتى يُصلي صلاة كاملة، فيها من الخشوع والطّمأنينة ما ينفعه الله بها.
فتاوى ذات صلة