ما واجب العلماء تجاه الصحوة الإسلامية؟

السؤال:
صاحب السماحة، ما واجب العلماء في أداء الأمانة العلمية نحو الصَّحوة الإسلامية، ومسؤوليتهم في قيادتها وترشيدها وفَّقكم الله؟

الجواب:
واجبهم أن يُعينوا المُوفَّقين لهذه اليقظة والحركة، وأن يقودوهم إلى الخير، وأن يُشجِّعوهم، وأن يُبَصِّروهم ويُنَبِّهوهم على ما قد يغلطون فيه، حتى تكون هذه اليقظة وهذه الحركة حركةً سديدةً، ويقظةً مُستقيمةً إلى الأمام؛ ليسعد بها أهلُها ومَن تابعهم، هذا هو واجب أهل العلم: تشجيع الشباب وغير الشباب على ما مَنَّ الله عليهم من اليقظة والانتباه، والرغبة في الدين، والإخلاص لله في ذلك، والحرص على أداء ما أوجب الله، وأن يُشجعوا على هذا الخير، ويشكروا عليه، رجالًا كانوا أو نساء، فهي يقظةٌ عامَّةٌ للرجال والنساء، موجودة في هذه البلاد –المملكة- وفي غير المملكة.
فهي بحمد الله تُبَشِّر بالخير في زمن هذه الغُربة، يقظة عظيمة إسلامية ظاهرة في آسيا، وفي إفريقيا، وفي أوروبا، وفي أمريكا، وفي كل مكانٍ، وفي هذه المملكة بحمد الله شيءٌ كثيرٌ من ذلك.
فالواجب على أهل العلم أن يُشجعوا أهلَها، وأن يشرحوا لهم ما قد يخفى عليهم، وأن يُنَبِّهوهم على ما قد يقع من الزيادة والخطأ، حتى تكون المسيرةُ صالحةً ومستقيمةً على الطريق السَّوي، من دون إفراطٍ أو تفريطٍ، فإنَّ السائر إلى الله قد يُبتلى بالإفراط والغلو؛ لجهله وحرصه على الدين على غير بصيرةٍ، فيُفرّط ويزيد ويقع في البدع، وقد يُبتلى الإنسانُ بالتفريط والجفاء إذا ضعف إيمانُه؛ فيقع في المعاصي والشُّرور، وخير الأمور أوساطها، التوسط هو الحقُّ، فلا إفراطَ ولا تفريطَ، ولا غلوَّ ولا جفاء، بل يلزم الحقّ الذي سار عليه نبينا عليه الصلاة والسلام وصحابته وأتباعهم بإحسانٍ، يلزم طريقهم، ويستقيم على طريقهم، ولا يحيد عنهم، لا يمنةً، ولا يسرةً، وإذا رأى مَن حاد بغلوٍّ وإفراطٍ نصحه حتى يردَّه إلى الصواب، وإذا رأى مَن حاد عن هذا الطريق بالجفاء والإعراض والغفلة نصحه حتى يرجع إلى الصَّواب.
فتاوى ذات صلة