ما النصيحة لمن يخشى نسيان حفظ العلم؟

السؤال:
يقول سائلٌ آخر: من الشُّبَه التي ترد على النفس: أني إذا حفظتُ القرآن مثلًا نسيت، وإذا حفظتُ أحاديث أو غير ذلك أنسى، فيكون حُجَّةً عليَّ، فلا داعي لأن أحفظ، فكيف تردُّون على هذه الشُّبَه؟

الجواب:
كل هذا من الشيطان، فإن الإنسان إذا اجتهد فحفظ ما تيسر لا يضرُّه لو نسي، أما حديث: مَن حفظ القرآنَ ثم نسيه لقي الله وهو أجذم فهو حديثٌ ضعيفٌ لا يصحُّ عن النبي ﷺ، وقد نسي النبيُّ ﷺ في صلاته وقال: إنما أنا بشر، أنسى كما تنسون، فإذا نسيتُ فذكِّروني، ونسي بعض الآيات فقال: رحم الله فلانًا، لقد أذكرني آيةَ كذا وآيةَ كذا كنتُ أسقطتُها، هذا لا بد منه، هذا من طبيعة البشر.
فالإنسان يجتهد ويتعلم ويحفظ ما تيسر من القرآن والحديث، ولو قُدر أنه نسي بعض الآيات وبعض الأحاديث لا يضرُّ، لا ييأس، هذه الدار دار المُجاهدة، لا بدّ من جهادٍ: يحفظ وينسى، ثم يُجاهد، ثم يحفظ، ثم ينسى، وهكذا حتى يستقرَّ.
وهكذا الناس: كل مَن حفظ القرآنَ لا بدّ أن ينسى شيئًا، لكن مع المُجاهدة ومع الصدق ومع الصبر يستقرُّ، والحمد لله.
وهكذا في الأحاديث يحفظ وينسى، ويحفظ وينسى، مع المجاهدة يستقرُّ، أو يستقر أكثره، والحمد لله.
لا يضرُّك إذا نسيتَ شيئًا، وإنما يضرُّك الإهمال والإعراض والغفلة، أما ما دمت تُجاهد وتحرص وتتذكر ما نسيت فهذا جهادٌ عظيمٌ في سبيل الله، ولك فيه أجرٌ عظيمٌ في هذا الجهاد.
فتاوى ذات صلة