ما حكم التَّصفيق؟

السؤال:
قد سمعنا تحريمكم وبعض العلماء بالتَّصفيق في المناسبات، ولكن اليوم في "التلفزيون" وُجِّه هذا السؤال للشيخ الطنطاوي، فقال: إنَّ التَّصفيق في غير العبادة جائزٌ وليس حرامًا، ويتحدى العلماء أن يأتوا بدليلٍ على تحريم التَّصفيق، مما جعلنا في خلافٍ، نرجو إجابتكم على هذا.

الجواب:
التَّصفيق من سُنة الجاهلية، ولا ينبغي فعله، إنما عند التَّعجب وعند التَّعظيم يقول: سبحان الله، أو: الله أكبر، الله أكبر، أما التَّصفيق فهو من سنة الجاهلية، قال الله تعالى: وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً [الأنفال:35] قال علماء التفسير: المكاء: الصَّفير، والتَّصدية: التَّصفيق، هذه من سنة الجاهلية.
أما الرسول وأصحابه فكانوا عندما يأتي ما يعظم يقولون: الله أكبر، الله أكبر، أو: سبحان الله، هذا المشروع، أما التَّصفيق عند ما يُتعجب به من خطبةٍ أو من موعظةٍ أو من كلماتٍ فهذا كله خلاف سنة الله، ما سنَّه رسولُه ﷺ في الخطب والمواعظ يكون عنده التَّكبير والتَّسبيح، والتَّصفيق من شأن النِّساء في الصلاة، التَّسبيح للرجال، والتَّصفيق للنساء.
فالتصفيق للنساء في الصلاة إن عرض لهم عارضٌ، ومن سنة الجاهلية في أعمالهم وخُطبهم واجتماعاتهم.
وإذا كان الشيخ علي الطنطاوي قال ما ذكرتَه فهذا غلطٌ منه، والطنطاوي مثل غيره، ما هو معصومٌ، كل واحدٍ يُخطئ ويُصيب، كل عالمٍ يُخطئ ويُصيب، ما أحد يسلم من الخطأ إلا الرسل عليهم الصلاة والسلام، هم الذين عصمهم الله من الخطأ فيما يُبلِّغون عن الله من دينه، أما العالم الواحد من أهل العلم فقد يُخطئ ويُصيب على حسب ما يسر الله له من العلم.
نسأل الله لنا ولهم وله الهداية والتوفيق.
المقصود أنَّ هذا هو الحق: أن التَّصفيق من سنة الجاهلية، ومن سنة اليوم غير المسلمين أيضًا، وتبعهم غيرهم، فلا ينبغي للعاقل أن يغترَّ بزلات العلماء، وأخطاء العلماء، كل عالم له زلَّة، ولا ينبغي أن يغترَّ بزلته.
فتاوى ذات صلة