الجواب:
هذا قولٌ باطلٌ، الإسلام هو مَن دعا إلى تحرير العقول، فإن نصوص القرآن كلها تدعو إلى ذلك: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الرعد:3]، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ [النحل:13]، لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [البقرة:164]، أَفَلَا تَعْقِلُونَ [البقرة:44]، أَفَلَا تَذَكَّرُونَ [يونس:3]، قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ [الأنعام:126]، كل هذا دعا إلى تحرير العقل حتى يُفكر، حتى يتذكر، حتى يعقل، ولكن ليس من شرط ذلك أن يُبين الله لنا كل الحِكَم، لا، ما هو بشرطٍ، أرأيتَ لو قلتَ للملك الذي يأمر رعيته بشيءٍ: ما الحكمة وإلا لن أُطيعك؟ هل هذا يسلم؟ هذا الحاكم من حكام الدنيا ..... إذا أمر بأمرٍ فيه مصلحة هل للرعية أن يقولوا: لا، ما نسمع حتى تُبين لنا الحِكْمَة! فكيف بأحكم الحاكمين وأعلم العالمين ، فهو يأمر وعلينا السمع والطاعة؛ لأنه حكيم عليم، نُؤمن بأنه حكيم عليم: إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ [الأنعام:83]، إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا [النساء:11].
فما علمنا من الحِكَم فهو نورٌ على نورٍ، وخيرٌ إلى خيرٍ والحمد لله، ونحن نعلم ذلك أيضًا يقينًا أنه أمر بهذا لحكمةٍ، لكن ليس من شرط ذلك -من شرط إيماننا وتسليمنا- أن نعرف الحكمة، فلا يجوز أن نقول: ما نُصلي أربعًا حتى نعلم الحكمة من الأربع، ما نُصلي المغرب ثلاثًا حتى نعلم الحكمة من الثلاث، لا، نُصلي ما أمرنا الله به، نصوم ما أمرنا الله به.
فقد يقول قائل: لماذا جعل الصوم في رمضان؟ لماذا لم يجعله في ذي الحجة؟ لماذا لا يكون شهرين أو ثلاثًا؟
نقول لهم: هذا من تخفيف ربنا، ومن تيسيره، أما كونه جعل رمضان ما بين شعبان وما بين شوال فله الحكمة البالغة في ذلك سبحانه وتعالى.
المقصود أنه ليس من شرط الأوامر بيان الحكمة، حتى ولو كان من بني آدم، ليس من شرط الأوامر من السلطان أن يبلّغ للرعية كل حكمةٍ وكل مقصودٍ،..... قد تكون أمور ما يحسن بيان حكمتها، فيأمر بها السلطان ولا يُبيّن، ويكون مشكورًا إذا..... مصلحة للعباد وأراد بهذا نفعهم، وإن لم يعرف أولئك المأمورون أسرار ذلك وعِلل ذلك، ولا يلزمه بيان ذلك أيضًا إذا رأى المصلحة في عدم بيان ذلك، فربنا أعلى وأعظم وأكبر ، فلا يلزمه جلَّ وعلا أن يُبين للناس كل حكمةٍ وكل سرٍّ.
فما علمنا من الحِكَم فهو نورٌ على نورٍ، وخيرٌ إلى خيرٍ والحمد لله، ونحن نعلم ذلك أيضًا يقينًا أنه أمر بهذا لحكمةٍ، لكن ليس من شرط ذلك -من شرط إيماننا وتسليمنا- أن نعرف الحكمة، فلا يجوز أن نقول: ما نُصلي أربعًا حتى نعلم الحكمة من الأربع، ما نُصلي المغرب ثلاثًا حتى نعلم الحكمة من الثلاث، لا، نُصلي ما أمرنا الله به، نصوم ما أمرنا الله به.
فقد يقول قائل: لماذا جعل الصوم في رمضان؟ لماذا لم يجعله في ذي الحجة؟ لماذا لا يكون شهرين أو ثلاثًا؟
نقول لهم: هذا من تخفيف ربنا، ومن تيسيره، أما كونه جعل رمضان ما بين شعبان وما بين شوال فله الحكمة البالغة في ذلك سبحانه وتعالى.
المقصود أنه ليس من شرط الأوامر بيان الحكمة، حتى ولو كان من بني آدم، ليس من شرط الأوامر من السلطان أن يبلّغ للرعية كل حكمةٍ وكل مقصودٍ،..... قد تكون أمور ما يحسن بيان حكمتها، فيأمر بها السلطان ولا يُبيّن، ويكون مشكورًا إذا..... مصلحة للعباد وأراد بهذا نفعهم، وإن لم يعرف أولئك المأمورون أسرار ذلك وعِلل ذلك، ولا يلزمه بيان ذلك أيضًا إذا رأى المصلحة في عدم بيان ذلك، فربنا أعلى وأعظم وأكبر ، فلا يلزمه جلَّ وعلا أن يُبين للناس كل حكمةٍ وكل سرٍّ.