الجواب: أما شرب الدخان فلاشك في تحريمه وأنه من الخبائث التي حرمها الله عز وجل، لما فيه من الأضرار العظيمة التي بينها الأطباء وعرفها شاربوه، وهو من الخبائث التي حرمها الله في كتابه، وعلى لسان نبيه محمد عليه الصلاة والسلام، قال الله عز وجل في سورة المائدة: يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ [المائدة:4]، فبين سبحانه وتعالى أنه ما أحل إلا الطيبات، والله لنبيه يقول: قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ [المائدة:4]، والرسول ﷺ مأمور أن يبلغ الناس أن الله أحل لهم الطيبات، ما أحل لهم الخبائث، والطيبات هي الأشياء النافعة المغذية التي كلها منفعة أو منفعتها غالبة وضررها قليل مغمور، هذه هي التي أباح الله من بهيمة الأنعام، من الحبوب الطيبة والثمار، من الفواكه، من الملابس الطيبة إلى غير ذلك، فالله إنما أباح الطيبات ولم يبح الخبائث، وكل شيء يغلب ضرره أو كله ضرر يحرم تعاطيه أكلاً وشرباً ولباساً ونحو ذلك، والدخان من هذا القسم كله ضرر، ونفعه وإن قدر فيه نفع فهو لا يعد.. مغمور في جنب مضاره الكثيرة عند من عرفه من الأطباء وغير الأطباء، وقد قال الله في وصف نبيه محمد ﷺ: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ [الأعراف:157] فهو من الخبائث بلا شك، وقد توقف بعض أهل العلم في تحريمه، وبعضهم قال بكراهته، ولكن الذي عليه المحققون من أهل العلم الذين عرفوه هو تحريم ذلك، وأنه حرام بيعه، حرام شراؤه، حرام التجارة فيه، حرام شربه وتعاطيه، كل ذلك حرام، فالتجارة فيه محرمة، وشربه محرم، فيجب الحذر من ذلك، ويجب على أهل الإسلام الحذر من هذا الخبيث وتحذير الناس منه، ويجب على الدول الإسلامية أن تحاربه، وأن تمنع زراعته ودخوله في بلادها؛ لما فيه من الضرر العظيم على أبنائها، والله ولي التوفيق.
الخميس ١٩ / جمادى الأولى / ١٤٤٦