هل إذا سألت عالماً وأفتاني فلا يجوز سؤال غيره؟

السؤال: أيضاً يقول الأخ المؤمن: هذان سؤالان أعرضهما لأنني سمعتهما من بعض المشايخ الذين قد يفتون للناس، ونظراً لأنني لم أطمأن إليهما سألت عنهما.
الأول: يقال: إذا سألت عالماً فأفتاك فنفذ ما قاله لك ولا تستفت غيره، فهل هذا صحيح أو أنني أستطيع السؤال حتى يطمئن قلبي؟

الجواب: ليس هذا بصحيح، بل ينبغي للسائل أن يجتهد في السؤال حتى يطمئن قلبه، ويتحرى الأعلم فالأعلم والأورع فالأورع من أهل العلم حتى يطمئن قلبه إلى أن الفتوى صحيحة وأنها مناسبة وموافقة للشرع، كما قال النبي ﷺ: البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس ويقول ﷺ: استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس واطمئن إليه القلب والإثم ما حاك في النفس، وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك.
فالمؤمن يطلب العلم ويتفقه في الدين ويسأل أهل العلم حتى يطمئن قلبه إلى أن الفتوى موافقة للشرع، حسب اجتهاده وطاقته.
المقدم: طيب بالنسبة لطالب العلم إذا أتاه شخص ليستفتيه وعلم منه أن قد استفتى شخصاً قبله، هل له أن يجيبه على هذا الاستفتاء؟
الشيخ: لا مانع، لكن على المفتي أن يتحرى الأدلة الشرعية، وألا يتساهل، أن يتحرى الكتاب والسنة فيعطي السائل ما يعلمه من شرع الله؛ كتاب الله وسنة النبي ﷺ ولا يتساهل، بل ينبغي له الاجتهاد والتحري حتى لا يفتي إلا عن بصيرة وعن علم.
وإذا سأله سائل يعلم أنه قد سأل غيره فلا مانع، وإن سأله قال: ماذا قال لك فلان؟ حتى يستطيع بذلك إما أن يوافقه أو يخالفه فلا بأس.
كان الصحابة قد يفعلون هذا، قد يفعلون هذا يسألون من سألهم: ماذا قال لك فلان؟ يقول: قال فلان، فيقول: هو على فتواه، وقد يخالفه فيقول: الفتوى كذا والفتوى كذا. نعم.
المقدم: طيب لو امتنع عن فتواه، هل يعتبر ذلك من كتمان العلم؟
الشيخ: إن كان يعلم أن الفتوى باطلة يكون من كتمان العلم، أما إذا كان بالاجتهاد والتحري والرأي فلا بأس. 
فتاوى ذات صلة