الجواب: الإنسان له وصفان: مسير ومخير، مسير ليس له خروج عن قدر الله ، الله قدر مقادير الخلق قبل أن يخلقهم بخمسين ألف سنة كما جاء به الحديث الشريف، والقدر أمر ثابت وهو من أصول الإيمان فإن النبي عليه الصلاة والسلام لما سأله جبرائيل عن الإيمان قال في جوابه: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره فالإيمان بالقدر من أصول الإيمان والله قدر الأشياء وكتبها سبحانه قبل أن يخلق الناس، خلق العبد وقدر رزقه وأجله وشقاوته وسعادته، هذا أمر معلوم وقد أجمع عليه أهل السنة والجماعة ، فهو مسير من هذه الحيثية، من جهة أنه لا يخرج عن قدر الله ولكنه ميسر أيضاً لما خلق له، فإن الصحابة لما أخبرهم النبي ﷺ أنه ما من الناس أحد إلا وقد علم مقعده من الجنة ومقعده من النار، فقالوا: يا رسول الله ففيم العمل؟! قال: اعملوا فكل ميسر لما خلق له فأما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل الشقاوة، ثم تلا قوله سبحانه: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [الليل:5-10] فبين عليه الصلاة والسلام أن جميع الأمور مقدرة، وأن أعمال العبد وشقاوته وسعادته وسائر شئونه قد مضى به علم الله وقد كتبه الله ، فليس للعباد خروج عما كتب في اللوح المحفوظ وعما قدره الله عليهم ، وهو من هذه الحيثية مسير وميسر أيضاً.
أما من جهة التخيير فالله جل وعلا أعطاه عقلاً وسمعاً وبصراً وأدوات، فهو بها يعرف ما يضره وما ينفعه وما يناسبه وما لا يناسبه، فإذا أتى الطاعة فقد أتاها عن اختيار، وإذا أتى المعصية فقد أتاها عن اختيار، فليس بمجبور ولا مكره، بل له عقل ينظر به ويميز به بين الضار والنافع، والخير والشر، والصالح والطالح، وله سمع يسمع، وله بصر يبصر به، وله أدوات من يد يأخذ بها ويعطي، ورجل يسير عليها إلى غير ذلك، فهو بهذا مخير، هو المصلي وهو الصائم، وهو الزاني والسارق، وهو الذاكر والغافل، كل هذا من أعماله فأعماله تنسب إليه وله اختيار وله إرادة كما قال : لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير:28-29] .. فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [المدثر:55-56]، تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ [الأنفال:67] .. إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30].. إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المائدة:8] إن الله بما تعملون خبير، إن الله خبير بما تفعلون فنسب فعلهم إليهم.
قال: وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ [الأحزاب:35] .. وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ [الأحزاب:35] بعدما ذكر ما قبلها في قوله سبحانه: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ [الأحزاب:35] الآية، فأفعالهم تنسب إليهم خيرها وشرها، فالعبد هو الصائم وهو الذاكر وهو الغافل وهو العامل وهو المصلي إلى غير ذلك، فيؤجر على طيب عمله الذي أراد به وجه الله، ويأثم على ما فعله من الشر؛ لأنه مختار عامد لهذا الشيء، فإذا فعل ما شرع الله عن إخلاص ومحبة لله آجره الله؛ من صلاة، وصوم، وصدقة، وحج، وأمر بمعروف ونهي عن منكر وغير ذلك، وإذا فعل ما نهى الله عنه من السرقة، والزنا، والقطيعة للرحم، والعقوق، وشهادة الزور وما أشبه ذلك أخذ بذلك أيضاً، وأثم في ذلك، واستحق العقاب؛ لأن هذا من فعله واختياره، ولا يمنع ذلك كونه قد قدر سبق به علم الله لا يمنع، فقد سبق علم الله بكل شيء ، ولكن العبد يختار ويريد وله مشيئة، فإذا شاء المعصية وأرادها وفعلها أخذ بها، وإذا شاء الطاعة وأرادها وفعلها أجر عليها، فهو مخير ومسير وتعبير السنة «ميسر» وهكذا تعبير الكتاب: فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى [الليل:7] فالتعبير بميسر أولى من المسير، كما جاءت به السنة، ويقال: مسير كما قال الله جل وعلا: هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ [يونس:22] فهو يسير عباده أينما شاء وهو الميسر جل وعلا عبده لما يشاء، وهو سبحانه الذي أعطاه العقل وأعطاه القدرة على الفعل والعمل، فهو من جهة مسير وميسر ولن يخرج عن قدر الله، ومن جهة أخرى هو مخير وله مشيئة وله اختيار وكل هذا واقع، وبهذا قامت عليه الحجة، وانقطعت المعذرة، واستحق الثواب والعقاب على أفعاله الطيبة والخبيثة، فالطيبة له ثوابها والخبيثة عليه وزرها، وبهذا يتضح معنى المسير وميسر ومعنى المخير. نعم.
أما من جهة التخيير فالله جل وعلا أعطاه عقلاً وسمعاً وبصراً وأدوات، فهو بها يعرف ما يضره وما ينفعه وما يناسبه وما لا يناسبه، فإذا أتى الطاعة فقد أتاها عن اختيار، وإذا أتى المعصية فقد أتاها عن اختيار، فليس بمجبور ولا مكره، بل له عقل ينظر به ويميز به بين الضار والنافع، والخير والشر، والصالح والطالح، وله سمع يسمع، وله بصر يبصر به، وله أدوات من يد يأخذ بها ويعطي، ورجل يسير عليها إلى غير ذلك، فهو بهذا مخير، هو المصلي وهو الصائم، وهو الزاني والسارق، وهو الذاكر والغافل، كل هذا من أعماله فأعماله تنسب إليه وله اختيار وله إرادة كما قال : لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير:28-29] .. فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ [المدثر:55-56]، تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ [الأنفال:67] .. إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ [النور:30].. إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [المائدة:8] إن الله بما تعملون خبير، إن الله خبير بما تفعلون فنسب فعلهم إليهم.
قال: وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ [الأحزاب:35] .. وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ [الأحزاب:35] بعدما ذكر ما قبلها في قوله سبحانه: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ [الأحزاب:35] الآية، فأفعالهم تنسب إليهم خيرها وشرها، فالعبد هو الصائم وهو الذاكر وهو الغافل وهو العامل وهو المصلي إلى غير ذلك، فيؤجر على طيب عمله الذي أراد به وجه الله، ويأثم على ما فعله من الشر؛ لأنه مختار عامد لهذا الشيء، فإذا فعل ما شرع الله عن إخلاص ومحبة لله آجره الله؛ من صلاة، وصوم، وصدقة، وحج، وأمر بمعروف ونهي عن منكر وغير ذلك، وإذا فعل ما نهى الله عنه من السرقة، والزنا، والقطيعة للرحم، والعقوق، وشهادة الزور وما أشبه ذلك أخذ بذلك أيضاً، وأثم في ذلك، واستحق العقاب؛ لأن هذا من فعله واختياره، ولا يمنع ذلك كونه قد قدر سبق به علم الله لا يمنع، فقد سبق علم الله بكل شيء ، ولكن العبد يختار ويريد وله مشيئة، فإذا شاء المعصية وأرادها وفعلها أخذ بها، وإذا شاء الطاعة وأرادها وفعلها أجر عليها، فهو مخير ومسير وتعبير السنة «ميسر» وهكذا تعبير الكتاب: فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى [الليل:7] فالتعبير بميسر أولى من المسير، كما جاءت به السنة، ويقال: مسير كما قال الله جل وعلا: هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ [يونس:22] فهو يسير عباده أينما شاء وهو الميسر جل وعلا عبده لما يشاء، وهو سبحانه الذي أعطاه العقل وأعطاه القدرة على الفعل والعمل، فهو من جهة مسير وميسر ولن يخرج عن قدر الله، ومن جهة أخرى هو مخير وله مشيئة وله اختيار وكل هذا واقع، وبهذا قامت عليه الحجة، وانقطعت المعذرة، واستحق الثواب والعقاب على أفعاله الطيبة والخبيثة، فالطيبة له ثوابها والخبيثة عليه وزرها، وبهذا يتضح معنى المسير وميسر ومعنى المخير. نعم.