الجواب: ليس هذا من عمل السلف الصالح، والأفضل ترك ذلك لما فيه من المشقة ولما فيه من المزاحمة للناس، ولا سيما وقت الحج وقت الزحمة، والنبي ﷺ قال: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة فمراده ﷺ يقول: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والله أعلم يعني: على وجه لا يكون فيه مشقة ولا مضرة على الناس؛ ولهذا كان السلف لا يفعلون ذلك، ما كان السلف يعتمرون عمرتين في اليوم أو في الليلة، بل كان بينهما بعض الوقت؛
فالأحسن والأفضل أنه يترك العمرة وقت الزحمة، فإذا كان سعة اعتمر حسب التيسير من دون أن يفعل ذلك مكررًا في كل يوم، بل يكون بينهما فسحة كما كان السلف يفعلون، ويحمل قول النبي ﷺ: العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما على الشيء المعتاد المعروف الذي يكون بينهما بعض الفصل، بعض الوقت ككل أسبوع عمرة، أو كل شهر شهر عمرة أو كل نص شهر عمرة أو نحو ذلك من دون متابعة في اليوم الواحد، ولا سيما عند كثرة الحجيج فإن هذا يشق على الناس كثيرًا، والصحابة ومعهم النبي ﷺ لم يعتمروا بعدما فرغوا من الحج، بل لما فرغ من الحج ودع عليه الصلاة والسلام ليلة أربعة عشر ثم غادر مكة وسافر إلى المدينة عليه الصلاة والسلام ولم يكرر العمرة، وهكذا الصحابة لما حلوا من العمرة في أربعة ذي الحجة لم يبلغنا أن أحدًا منهم توجه إلى العمرة في تلك الأيام الأربعة يعتمر ثانيًا، لم يبلغنا ذلك ولو فعلوه لنقل إلينا إلى المسلمين.
فالحاصل أنه لا مانع من تكرار العمرة في الشهر مرات أو في الأسبوع، لكن على وجه لا يضر الحجيج ولا يشق على الناس ولا يشق على المعتمر نفسه، بل يراعي في ذلك الآداب الشرعية التي سار عليها سلف الأمة. نعم.
المقدم: بارك الله فيكم.
حكم تكرار العمرة في اليوم الواحد عدة مرات
السؤال: هل يجوز للمسلم أن يقوم في اليوم الواحد بأداء العمرة خمس مرات، يطوف ويسعى ويرجع إلى الميقات ويحرم من جديد، وهلم جرا؟