فصلاة الليل لها شأن عظيم، والأفضل فيها أن تكون مثنى مثنى، يقول النبي ﷺ: صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي الصبح صلى ركعة واحدة توتر لها ما قد صلى ، فيصلي ما تيسر له ثنتين ثنتين ثم يوتر بواحدة، وأفضلها في آخر الليل - الثلث الأخير- وإن صلى في أول الليل قبل أن ينام لئلا يغلب عليه النوم في آخر الليل واحتاط في ذلك فلا بأس، هو أعلم بنفسه، إن قدر في آخر الليل فهو أفضل، وإن لم يتيسر له ذلك أوتر في أول الليل.
وأقله واحدة، أقل الإيتار في الليل واحدة بعد صلاة العشاء وبعد سنتها الراتبة ركعة واحدة، فإن أوتر بثلاث، فالأفضل يسلم من الثنتين ثم يوتر بواحدة، وهكذا إذا أوتر بخمس يسلم من أربع من كل ثنتين ثم يوتر بواحدة، وهكذا.
وكان النبي ﷺ في الغالب يوتر بإحدى عشرة ركعة، يسلم من كل ثنتين ثم يوتر بواحدة، وربما أوتر بثلاث عشرة، وسلم من كل ثنتين وأوتر بواحدة عليه الصلاة والسلام، والأمر في هذا واسع والحمد لله، وليس فيه حد محدود، فلو أوتر بعشرين أو بثلاثين أو بأربعين يسلم من كل ثنتين ثم أوتر بواحدة، فكل هذا لا بأس به، ولكن يراعى في هذا الطمأنينة وعدم العجلة والنقر، يطمئن في صلاته ويخشع فيها ولا يعجل، فخمس ركعات أو سبع ركعات مع الطمأنينة والعناية أفضل من تسع أو إحدى عشرة مع العجلة. نعم.
السؤال: كيف يعتاد المرء عليها، لو تكرمتم سماحة الشيخ؟
الجواب: السنة أن يداوم عليها دائمًا سواء كان في أول الليل أو في وسط الليل أو في آخر الليل، والأفضل آخر الليل إذا تيسر، يقول ﷺ: من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أول الليل، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل رواه مسلم في الصحيح، هذا هو الأفضل إذا تيسر، ويقول ﷺ في الحديث الصحيح: ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى يطلع الفجر متفق على صحته، هذا الحديث العظيم يدل على أن آخر الليل أفضل؛ لأنه وقت التنزل الإلهي، وهو نزول يليق بالله لا يشابه خلقه ، مثل: الاستواء والغضب والرضا والرحمة، كلها تليق بالله لا يشابه خلقه ، فهو ينزل ربنا، يعني: نزولًا يليق بجلاله لا يشابه نزول خلقه، ولا يعلم كيفيته إلا هو ، وهكذا قوله: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] قوله جل وعلا: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ [البينة:8]، وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ [الفتح:6] وما أشبه ذلك، كلها صفة تليق بالله، لا يشابه خلقه في غضبهم، ولا في استوائهم، ولا في نزولهم، ولا في رحمتهم.. إلى غير ذلك، صفات الله كلها تليق بالله يجب إثباتها لله على الوجه اللائق بالله سبحانه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، إذًا كيفية الاعتياد عليها حتى يكون المرء معتادًا لصلاة الليل أو على صلاة الليل كيف يفعل؟
الشيخ: كيف، كيف ... ؟
المقدم: إذا أراد الإنسان أن تكون صلاة الليل له عادةً معتادة عبادة، كيف يفعل؟
الشيخ: يستمر على عدد معلوم الذي يستطيعه، على ثلاث على خمس على سبع، وإذا زاد بعض الأحيان عند النشاط فلا بأس، لكن يعتاد عددًا معلوم ويداوم عليه؛ لقول النبي ﷺ: إن أحب العمل إلى الله ما دام عليه صاحبه وإن قل فالعمل الدائم أفضل، فإذا زاد في بعض الأحيان عند النشاط، هذا ينفعه ولا يضره.
ما صفة صلاة قيام الليل؟
السؤال: الرسالة التالية وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين، يقول: أحمد جاسم من قرية مرجانة من العراق، أخونا يطلب من سماحة الشيخ الحديث عن صلاة الليل وعن صفة الصلاة، ولاسيما أنه قد قرأ كثيرًا من الأوصاف عن هذه الصلاة؟