فالحاصل أنه يجب على المؤمن أن يحذر ما يشغله عن صلاة الفريضة، ويستحب له أن يعتاد التبكير حتى يقوم من الليل، وحتى يتيسر له القيام من الليل، لأداء العبادة التي هي النافلة في التهجد من الليل، ولا ينبغي له السمر مطلقًا إلا في مصالح المسلمين أو في أمورٍ ضرورية مع ضيف ونحوه أو مع أهله، وكل سمر قد يفضي به إلى ترك الفريضة، إلى إضاعة صلاة الفجر، فهو سمر ممنوع لا يجوز، حتى ولو كان في قراءة القرآن ولو في صلاة التهجد، ليس له أن يسمر ويسهر على وجه يضيع عليه صلاة الفجر، بل ينام مبكرًا ويصلي ما تيسر في أول الليل أو في آخره حتى يصلي صلاة الفجر، ويستعين على هذا بخير أهله يوقظونه، أو بالساعة المنبهة، يؤكدها على وقت مناسب قبل أذان الفجر بقليل حتى يقوم، أو في وقت تهجده قبل الأذان بساعة أو بأكثر على حسب حاله حتى يقوم الليل بتهجده، فإذا أوتر في أول الليل ولم يقم إلا عند الفجر فلا بأس به، لا حرج في ذلك. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، كدت أسألكم عن القراءة، وإذا بكم تقولون: حتى السهر على قراءة القرآن إذا أدى ذلك إلى التأثير على صلاة الفريضة أو على قيام الليل فإن المرء مدعو لتركه.
الشيخ: الله المستعان! وفق الله الجميع.
المقدم: اللهم آمين.
ما النصيحة للتغلُّب على التقصير في صلاة الليل؟
السؤال: كثرت الصوارف عن صلاة الليل سماحة الشيخ، هل من توجيه لو تكرمتم؟
الجواب: نعم، السنة للمؤمن أن لا يسهر وأن ينام مبكرًا، هذا هو السنة للمؤمن؛ لأن الرسول ﷺ كان ينام مبكرًا عليه الصلاة والسلام، وينهى عن السمر بالليل، قال أبو برزة الأسلمي : كان النبي ﷺ يكره النوم قبلها والحديث بعدها يعني: صلاة العشاء، وقال ابن مسعود: إن النبي ﷺ نهى عن السمر بالليل، فالسمر بالليل يفضي إلى النوم عن صلاة آخر الليل، فإذا كان ممن تدعو الحاجة إلى سمره كالإمام، إمام المسلمين، السلطان، أمير البلد، الهيئات، الذين يسهرون لمصالح المسلمين، فهؤلاء الأفضل لهم أن يوتروا في أول الليل حتى لا تفوتهم الصلاة، وأما أن يسهر للقيل والقال والسواليف الذي لا فائدة فيها أو على ما حرم الله من الأغاني وآلات اللهو، أو على الغيبة والنميمة، كل هذا لا ينبغي، بل لا يجوز فيما يتعلق بالأغاني والملاهي وأشباه ذلك، وأعظم من هذا أن يسهر على الخمور ولعب الميسر ونحو ذلك.