الجواب: التوسل بالجاه ليس بمشروع، وإنما المشروع التوسل بأسماء الله وصفاته، كما قال الله سبحانه: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180] يعني: اسألوا الله بأسمائه، كأن يقول الإنسان: اللهم إني أسألك بأنك الرحمن الرحيم.. بأنك الجواد الكريم، اغفر لي.. ارحمني.. اهدني سواء السبيل، ونحو ذلك؛ لأن الدعاء عبادة وقربة عظيمة، كما قال الله سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60] وقال : وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186] الآية، ويقول النبي ﷺ: الدعاء هو العبادة، ويقول ﷺ: ما من عبدٍ يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك، قالوا: يا رسول الله! إذن نكثر، قال: الله أكثر ، فالمسلم إذا دعا وتضرع إلى الله فهو على خير عظيم، مأجور ومثاب، وقد تعجل دعوته وقد تؤجل، لحكمة بالغة، وقد يصرف عنه من الشر ما هو أعظم من المسألة التي سأل، لكن لا يتوسل إلى الله إلا بما شرع، بأسمائه سبحانه وصفاته، أو بتوحيده سبحانه، كما في الحديث: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد ، أو بأعمالك الصالحة، تقول: يا رب! أسألك بإيماني بك، وإيماني بنبيك محمد عليه الصلاة والسلام، اللهم إني أسألك بحبي لك أو بحبي لنبيك محمد عليه الصلاة والسلام، أو اللهم إني أسألك ببر لوالدي، أو عفتي عما حرمت علي يا رب، أو ما أشبه ذلك، تسأله بأعمالك الصالحة التي يحبها وشرعها .
ولهذا لما دخل ثلاثة فيمن قبلنا غاراً بسبب المبيت، وفي رواية أخرى أنه:بسبب المطر، يقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح: إنها انطبقت عليهم صخرة من أعلى الجبل، فسدت عليهم الغار، لا يستطيعون دفعها، فقالوا فيما بينهم: إنه لن ينجيكم من هذه المصيبة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فدعوا الله سبحانه وتعالى، فتوسل أحدهم بأنه كان باراً بوالديه، ودعا ربه أن يفرج عنهم الصخرة بسبب بره لوالديه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء، ثم قال الثاني: إنه كانت له ابنة عم يحبها كثيراً، وأنه أرادها لنفسه فلم تجب، فألمت بها حاجة شديدة وجاءت إليه تطلبه العون، فقال: لا، إلا بأن تمكنه من نفسها، فوافقت على ذلك بسبب حاجتها على أنه يعطيها مائة جنيه وعشرين جنيه، فلما جلس بين رجليها، قالت له: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فخاف من الله وقام وترك الفاحشة، وترك الذهب لها، ثم قال: يا رب، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة عنهم بعض الشيء، لكنهم لا يستطيعون الخروج، ثم توسل الآخر بأدائه الأمانة، وأنه كانت عنده أمانة لبعض الأجراء، فنماها وثمرها حتى اشترى منها إبلاً وبقراً وغنماً ورقيقاً، وكانت أصراً من أرز، أو من ذرة، ثم جاءه الأجير يسأله حقه، فقال له: كل هذا من حقك، كل هذا الذي ترى من حقك، من إبل وبقر وغنم ورقيق، فقال له الأجير: اتق الله ولا تستهزئ بي، قال: إني لا أسخر بك، هو مالك، فأخذه كله، فقال الرجل: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فانفرجت عنهم الصخرة وخرجوا.
هذا بأسباب إيمانهم بالله وتوسلهم إليه بأعمالهم الصالحة، فالوسيلة الشرعية هي: التوسل بأسماء الله وصفاته، أو بتوحيده والإخلاص له، أو بالأعمال الصالحات، هذه الوسيلة الشرعية التي جاءت بها النصوص.
أما التوسل بجاه فلان، أو بحق فلان، فهذا لم يرد به الشرع؛ ولهذا ذهب جمهور العلماء إلى أنه غير مشروع، فالأولى تركه، وأن يتوسل الإنسان بالوسائل الشرعية التي هي أسماء الله وصفاته، أو بتوحيده، أو بالأعمال الصالحات، هذه الوسائل الشرعية التي جاءت بها النصوص.
وأما ما فعله عمر فهو لم يتوسل بجاه العباس ، وإنما توسل بدعائه، قال رضي الله عنه لما خطب الناس في يوم الاستسقاء لما أصابتهم المجاعة والجدب الشديد والقحط، صلى بالناس صلاة الاستسقاء وخطب الناس، وقال: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا فتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فأسقنا ، فيسقون، كانوا يتوسلون بالنبي ﷺ في حياته، يقولون: ادع لنا، فيقوم ويدعو لهم، يخطب الناس يوم الجمعة ويدعو، ويقول: اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، وهكذا في صلاة الاستسقاء، يتوسلون بدعائه، دعاء النبي ﷺ لربه جل وعلا، وسؤاله الغوث، وهكذا قال للعباس: يا عباس ! قم فادع ربنا، فقام العباس ودعا، ورفع يديه ودعا الناس وأمنوا، فسقاهم الله عز وجل، فهو توسل بعم النبي ﷺ بدعائه واستغاثته ربه ، وسؤاله إياه ، لفضل العباس ، وقربه من رسول الله ﷺ، فهو عم رسول الله ﷺ، وهو من أفضل الصحابة، ومن خير الصحابة رضي الله عن الجميع.
فإذا توسل المسلمون بالصالحين من الحاضرين عندهم بدعائهم، بأن يقول: يا فلان! يقول الإمام أو من ينوب الإمام، كولي الأمر: يا فلان! قم فادع الله، من العلماء الطيبين، والأخيار الصالحين، أو من أهل بيت النبي ﷺ الطيبين، وقالوا في الاستسقاء: قم يا فلان فادع الله لنا، مثل ما قال عمر للعباس ، هذا كله طيب، أما التوسل بجاه فلان، هذا لا أصل له، فالذي ينبغي تركه، بل هو من البدع، والله جل وعلا أعلم. نعم.
المقدم: أحسن الله إليكم.
ولهذا لما دخل ثلاثة فيمن قبلنا غاراً بسبب المبيت، وفي رواية أخرى أنه:بسبب المطر، يقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح: إنها انطبقت عليهم صخرة من أعلى الجبل، فسدت عليهم الغار، لا يستطيعون دفعها، فقالوا فيما بينهم: إنه لن ينجيكم من هذه المصيبة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فدعوا الله سبحانه وتعالى، فتوسل أحدهم بأنه كان باراً بوالديه، ودعا ربه أن يفرج عنهم الصخرة بسبب بره لوالديه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء، ثم قال الثاني: إنه كانت له ابنة عم يحبها كثيراً، وأنه أرادها لنفسه فلم تجب، فألمت بها حاجة شديدة وجاءت إليه تطلبه العون، فقال: لا، إلا بأن تمكنه من نفسها، فوافقت على ذلك بسبب حاجتها على أنه يعطيها مائة جنيه وعشرين جنيه، فلما جلس بين رجليها، قالت له: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فخاف من الله وقام وترك الفاحشة، وترك الذهب لها، ثم قال: يا رب، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة عنهم بعض الشيء، لكنهم لا يستطيعون الخروج، ثم توسل الآخر بأدائه الأمانة، وأنه كانت عنده أمانة لبعض الأجراء، فنماها وثمرها حتى اشترى منها إبلاً وبقراً وغنماً ورقيقاً، وكانت أصراً من أرز، أو من ذرة، ثم جاءه الأجير يسأله حقه، فقال له: كل هذا من حقك، كل هذا الذي ترى من حقك، من إبل وبقر وغنم ورقيق، فقال له الأجير: اتق الله ولا تستهزئ بي، قال: إني لا أسخر بك، هو مالك، فأخذه كله، فقال الرجل: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فانفرجت عنهم الصخرة وخرجوا.
هذا بأسباب إيمانهم بالله وتوسلهم إليه بأعمالهم الصالحة، فالوسيلة الشرعية هي: التوسل بأسماء الله وصفاته، أو بتوحيده والإخلاص له، أو بالأعمال الصالحات، هذه الوسيلة الشرعية التي جاءت بها النصوص.
أما التوسل بجاه فلان، أو بحق فلان، فهذا لم يرد به الشرع؛ ولهذا ذهب جمهور العلماء إلى أنه غير مشروع، فالأولى تركه، وأن يتوسل الإنسان بالوسائل الشرعية التي هي أسماء الله وصفاته، أو بتوحيده، أو بالأعمال الصالحات، هذه الوسائل الشرعية التي جاءت بها النصوص.
وأما ما فعله عمر فهو لم يتوسل بجاه العباس ، وإنما توسل بدعائه، قال رضي الله عنه لما خطب الناس في يوم الاستسقاء لما أصابتهم المجاعة والجدب الشديد والقحط، صلى بالناس صلاة الاستسقاء وخطب الناس، وقال: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا فتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فأسقنا ، فيسقون، كانوا يتوسلون بالنبي ﷺ في حياته، يقولون: ادع لنا، فيقوم ويدعو لهم، يخطب الناس يوم الجمعة ويدعو، ويقول: اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، وهكذا في صلاة الاستسقاء، يتوسلون بدعائه، دعاء النبي ﷺ لربه جل وعلا، وسؤاله الغوث، وهكذا قال للعباس: يا عباس ! قم فادع ربنا، فقام العباس ودعا، ورفع يديه ودعا الناس وأمنوا، فسقاهم الله عز وجل، فهو توسل بعم النبي ﷺ بدعائه واستغاثته ربه ، وسؤاله إياه ، لفضل العباس ، وقربه من رسول الله ﷺ، فهو عم رسول الله ﷺ، وهو من أفضل الصحابة، ومن خير الصحابة رضي الله عن الجميع.
فإذا توسل المسلمون بالصالحين من الحاضرين عندهم بدعائهم، بأن يقول: يا فلان! يقول الإمام أو من ينوب الإمام، كولي الأمر: يا فلان! قم فادع الله، من العلماء الطيبين، والأخيار الصالحين، أو من أهل بيت النبي ﷺ الطيبين، وقالوا في الاستسقاء: قم يا فلان فادع الله لنا، مثل ما قال عمر للعباس ، هذا كله طيب، أما التوسل بجاه فلان، هذا لا أصل له، فالذي ينبغي تركه، بل هو من البدع، والله جل وعلا أعلم. نعم.
المقدم: أحسن الله إليكم.