حكم الذهاب إلى السحرة والعرافين

السؤال: وهذه رسالة وردت من السائل عبد خلف محمد من العراق، يقول في رسالته: كنت غافلاً فوجدت سحراً قد عملوه لي ولزوجتي ليطردوني عن داري؛ لأنهم يقولون: هذا البيت مسكون وفيه شياطين، وذهبت إلى سيد من السادة أهل الدين وكشف لعائلتي ولبيتي، وقال لي: فعلوا لك سحراً قدره مائتين وخمسين دينار فهل هذا صحيح، ووجدت منه قطعة طويلة مكتوبة بالأزرق، وذهبت إلى هذا السيد وسحبه وأخذ مني عشرين دينار، وأن البيت لم يأتيه أي شيء، هل يصيبني ذنب مما فعلت أم لا؟

الجواب: السحرة والكهنة والعرافون لا يجوز سؤالهم ولا تصديقهم بما يقولون، يقول النبي ﷺ: من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً رواه مسلم في الصحيح، والعراف: هو الذي يدعي معرفة الأمور من طريق الغيب والتكهن، وهكذا الكاهن وهو الذي له رئي من الجن وصاحب من الجن يخبره ببعض المغيبات التي يسمعها من الناس في بلدان بعيدة أو قريبة أو يسمعها حين يسترق السمع من جهة السماء، فهؤلاء لا يسألون ولا يصدقون، وهكذا السحرة: وهم الذين يتعاطون أموراً يضرون بها الناس، فالسحر له وجود وله حقيقة وبعضه خيال، لكن بعضه له حقيقة يقتل، ويمرض، ويفرق بين المرء وزوجه، فلا يجوز سؤال السحرة ولا تصديقهم ولا العلاج عندهم، ولكنك تعالج المرض عند الأطباء المعروفين، أو بقراءة القرآن، يقرأ عليك القرآن وآيات السحر وينفث عليك، أو في ماء تشربه وتتروش به لا بأس.
أما المعروفون بالسحر والمعروفون بتعاطي السحر أو الكهانة أو العرافة التي فيها دعوى علم الغيب فهذا كله لا يجوز، هؤلاء كلهم لا يجوز سؤالهم ولا تصديقهم.
وعليك أن تتوب إلى الله من سؤال هذا الساحر، وعليك أن تعمل الأدوية المباحة والطب المباح، ومن ذلك أن تقرأ أنت أو يقرأ لك بعض الإخوان الطيبين أصحاب العقيدة الطيبة في ماء، يقرأ لك الفاتحة وآية الكرسي، وقل هو الله أحد والمعوذتين، وآيات السحر الموجودة في سورة الأعراف، وفي سورة يونس، وفي سورة طه، يقرؤها في الماء ثم تشرب من ذلك الماء وتتروش بالباقي، هذا بإذن الله علاج لما قد يقع من السحر، وقد يجعل فيه سبع ورقات من السدر الأخضر يدق ويجعل في الماء ويكون أيضاً من باب الطب والعلاج المباح، لأنه مجرب ونافع في حق المسحور، وفي حق من حبس عن زوجته لأسباب، فإن هذا العلاج الشرعي بقراءة الفاتحة وآية الكرسي، وآيات السحر المعروفة في سورة الأعراف، وسورة يونس، وسورة طه، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد والمعوذتين، تقرأ في الماء وفيه السدر، أو ليس فيه سدر ثم يشرب منه الإنسان ويتروش منه المصاب بالسحر، أو المحبوس عن زوجته، ثم يبرأ بإذن الله ، وإن نفث فيه مع ذلك: اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً، وكرر هذا ثلاثاً طيب، هذه دعوات طيبة ثابتة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام: اللهم رب الناس، أذهب البأس، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً.
وهكذا الدعاء المعروف: باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك ثلاث مرات أيضاً هذا ثابت عن النبي ﷺ أيضاً، فإذا نفث في هذا في الماء فهو أيضاً طيب ومن أسباب الشفاء وهو علاج نبوي علاج شرعي، الدعاء الأول: اللهم رب الناس أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً.
والدعاء الثاني: باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك يقوله ثلاث مرات.
هذا من الدعاء الطيب الذي يرجى فيه النفع، والله المستعان، نعم، مع سؤال الله جل وعلا.. الإنسان يسأل ربه أن الله يمن عليه بالشفاء.. يضرع إلى الله في سجوده، وفي آخر التحيات، بين الأذان والإقامة، في آخر الليل، في جميع الأوقات، يدعو ربه، يسأله ويضرع إليه أن الله يشفيه مما أصابه، ويزيل عنه ما به من أذى، والله يحب السائلين جل وعلا، وهو القائل سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]. نعم.
المقدم: بارك الله فيكم. 
فتاوى ذات صلة