حكم من أفطر في رمضان لمرض

السؤال: أولى رسائل هذه الحلقة وردت من السائلة (ن. س) من الخرج تقول في رسالتها: أنا مريضة منذ ثلاث سنوات ولم أصم وهذه السنة التي مضت هي الرابعة، فهل علي الصيام أو الكفارة، وهل يجوز لي إن استطعت أن أؤخر القضاء إلى أيام الشتاء وأقضي منها ما قدرت عليه أفيدوني أفادكم الله؟ 

الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فالمريض قد عفا الله عنه في تأخير الصوم؛ لقول الله : وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:185] فهذا فضل من الله أن سامح المريض في الإفطار وأن يؤجل القضاء إلى الشفاء، ولهذا قال بعده: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة:185]، فإذا شفاك الله تقضين ما تركت من الصيام والحمد لله.
أما إن قرر الأطباء أن هذا المرض لا يرجى برؤه وأنه يستمر فعليك أن تطعمي عن كل يوم مسكين ويكفي، كالشيخ الكبير والعجوز الكبيرة اللذين لا يستطيعان الصوم فإنهما يطعمان عن كل يوم مسكيناً، نصف صاع من التمر أو الأرز أو غيرهما من قوت البلد، وهو كيلو ونصف تقريباً، ويكفي عن كل يوم يعطاه بعض الفقراء، أما إنسان ينتظر الشفاء ويرجو الشفاء فهذا لا إطعام عليه ولكن يصبر حتى يشفيه الله، فإذا شفاه الله قضى ما مضى من الصيام ولو سنوات، لأنه معذور شرعاً. نعم.
المقدم: ولا كفارة؟
الشيخ: ولا كفارة.
المقدم: بارك الله فيكم. 
فتاوى ذات صلة