الجواب: التوسل بالجاه والبركة والحرمة والحق، ليس بجائز عند جمهور أهل العلم؛ لأن التوسلات توقيفية، لا يجوز منها إلا ما أجازه الشرع، ولم يرد في الشرع ما يدل على هذه التوسلات، فلا يقول الإنسان: اللهم اغفر لي بحق فلان، بحق محمد أو بحق الصالحين، أو بحق الأنبياء أو بجاه الأنبياء أو بحرمة الأنبياء، أو بركة الأنبياء أو بحق الصالحين أو بركة الصالحين أو بركة علي أو بركة الصديق ، أو بركة عمر ، أو حق الصحابة أو حق فلان وفلان كل هذا لا يحوز، هذا خلاف المشروع وهو بدعة وليس بشرك لكنه بدعة، لم يرد في الأسئلة التي دعا بها النبي صلى الله عليه وسلم، ودعا بها أصحابه ، وإنما يتوسل بما شرعه الله من أسماء الله سبحانه وصفاته، ومن توحيده، والإخلاص له والأعمال الصالحات، هذه الوسائل قال الله تعالى: وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف:180]، فتقول: اللهم اغفر لي برحمتك إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم ارحمني يا أرحم الراحمين، اللهم أحسن إلي، اللهم أدخلنا الجنة برحمتك وفضلك وإحسانك، اللهم أنجني من النار، واعف عني يا رحمان يا رحيم يا عفو يا كريم وما أشبه ذلك، أو بالتوحيد والإخلاص لله، تقول: اللهم اغفر لي، لأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، لأنك الواحد الأحد مستحق العبادة، أو تقول: اللهم أني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت كما جاء في الحديث الشريف بهذا السؤال فلا بأس بهذا، هذا وسيلة شرعية، أو بأعمالك الطيبة، تقول: اللهم اغفر لي بإيماني بك ومحبتي لك، أو بإيماني بنبيك ومحبتي له عليه الصلاة والسلام، اللهم ارحمني بطاعتي لك واتباعي لشريعتك، اللهم ارحمني ببر والدي، اللهم ارحمني بعفتي عن الفواحش، اللهم ارحمني بأداء الأمانة، ونصحي لله ولعباده وما أشبه ذلك، ومن هذا الباب ما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: عن النبي ﷺ: أن ثلاثة آواهم المبيت إلى غار -وفي رواية: آواهم المطر إلى غار- في الجبل فدخلوا فيه، فانحدرت عليهم صخرة من أعلى الجبل فسدت الغار عليهم، وكانت صخرة عظيمة لم يستطيعوا دفعها، فقالوا فيما بينهم: إنه لن ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فدعوا الله سبحانه وتعالى فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً، والغبوق اللبن الذي يسقاه يشربه الناس بعد العشاء وكان هذا من عادات العرب، سقي الضيوف والأهل اللبن في الليل، يقول: كنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً، وإنه نأى بي طلب الشجر ذات ليلة فلم أرح عليهما إلا في آخر الليل يعني إلا متأخراً، فوجدهما نائمين، فوقف والقدح على يديه ينتظر استيقاظهما فلم يستيقظا حتى برق الفجر، قال: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء، لكنهم لا يستيطعون أن يخرجوا، وقال الثاني: اللهم إني كانت لي ابنة عم أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، وإني راودتها على نفسها فأبت علي، ثم إنها ألمت بها سنة -يعني: حاجة- فجاءت إلي تطلب الرفد، فقلت لها: إلا أن تمكني من نفسك، فاتفق معها على مائة وعشرين دينار -جنيه- فمكنته من نفسها فلما جلس بين رجليها قالت له: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقام خائفاً من الله وترك الذهب وترك الفاحشة، ثم قال: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة زيادة لكنهم لا يستيطعون الخروج، ثم قال الثالث: اللهم إنه كان لي أجراء فأعطيت كل أجير حقه إلا واحداً ترك أجره فربيته له، فنميته له حتى صار منه إبل وبقر وغنم ورقيق، ثم جاء يطلب أجره فقلت له: كل ما ترى من أجرك، فقال: اتق الله ولا تستهزئ بي، قلت: إني لا أستهزئ بك، كله من أجرك فاستاقه كله، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة وخرجوا بأسباب هذه الدعوات وهذه الأعمال الصالحات.
فالدعاء بهذا وأشباهه دعاء طيب لا بأس، ووسيلة صالحة، أما الدعاء بحق فلان، أو جاه فلان، أو بركة فلان، أو حرمة فلان، فهذا لا أصل له، ولم تأت به السنة، فالواجب تركه وليس من الشرك لكنه من البدع، فالواجب تركه، هذا هو الصواب الذي عليه جمهور أهل العلم، والله المستعان. نعم.
المقدم: بارك الله فيكم.
فالدعاء بهذا وأشباهه دعاء طيب لا بأس، ووسيلة صالحة، أما الدعاء بحق فلان، أو جاه فلان، أو بركة فلان، أو حرمة فلان، فهذا لا أصل له، ولم تأت به السنة، فالواجب تركه وليس من الشرك لكنه من البدع، فالواجب تركه، هذا هو الصواب الذي عليه جمهور أهل العلم، والله المستعان. نعم.
المقدم: بارك الله فيكم.