الجواب: الواجب على المؤمن إذا شغل بالريح أو البول أو الغائط شغلًا يؤذيه أنه لا يدخل في الصلاة بل يقضي حاجته من غائط وبول وريح ثم يتوضأ ويصلي وهو مطمئن القلب، خاشع الجوارح، خاشع القلب، مقبل على صلاته، هذا هو الذي ينبغي للمؤمن، وقد قال عليه الصلاة والسلام: لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان يعني: البول والغائط، والريح في معنى ذلك، فإنه إذا اشتدت تكون في معنى البول والغائط في إيذاء المصلي وفي إشغال فكره؛ فالمشروع لك إذا أحسست بالريح الشديدة أن تخلصي منها وتوضئي ثم تصلين، ولا ينبغي لك أن تصلي وهي معك شديدة تدافعينها؛ لأن هذا خلاف ما شرعه الله؛ وهو من جنس مدافعة البول والغائط، وقد اختلف العلماء في صحة الصلاة مع المدافعة، فقال قوم: تصح الصلاة، ويكون المعنى: لا صلاة كاملة، وقال آخرون: بل تبطل الصلاة؛ لأن الأصل نفي الحقيقة، فقوله: لا صلاة بحضرة الطعام ظاهره نفي الحقيقة، فينبغي لك أن تحذري هذا الشيء وأن تجتهدي في إكمال صلاتك والحيطة لها بالتخلص من الريح والبول والغائط قبل الصلاة، حتى تصلي وأنت خاشعة مطمئنة.
وأما كون الصلاة تصح أو ما تصح فهذا محل نظر، والأقرب إن شاء الله الصحة إذا كان المصلي عقل صلاته وأتمها كما شرع الله، لكنه فعل أمرًا لا ينبغي، كونه يصلي وهو يدافع غائطًا أو بولًا أو ريحًا هذا خلاف ما شرعه الله، وأقل أحواله أن يكون مكروهًا وإن كان الظاهر من النص تحريم ذلك، لكن ينبغي للمؤمن أن يتخلص من هذا ويعمل بالنص ويتباعد عن شبهة بطلان صلاته. نعم.
المقدم: جزاكم الله خير.
حكم الصلاة مع مدافعة الريح
السؤال: ولها استفسار ثالث أيضًا وهو الأخير في رسالتها تقول فيه: أصلي وأنا أدافع الريح أحيانًا، فهل صلاتي صحيحة؟