حكم قراءة القرآن للحائض والنفساء والجنب

السؤال: سماحة الشيخ! مما حفظته منكم يحفظكم الله أن المسلمة لا تترك قراءة القرآن في فترة الحيض والنفاس، هل تذكرون أختنا بهذا القول؟

الجواب: هذه مسألة خلاف بين أهل العلم هل تقرأ الحائض والنفساء أم لا؟ والأرجح: أنها تقرأ عن ظهر قلب؛ لأنها قد تنساه وتطول المدة، وقال بعض أهل العلم: ليس لها أن تقرأ إلا إذا خشيت النسيان، إذا خافت فلها أن تقرأ وإلا فلا، والأرجح والأقرب أن لها أن تقرأ عن ظهر قلب، ولها أن تراجع المصحف من وراء القفازين، من وراء الستر يعني عند الحاجة، هذا هو الأرجح لعدم الدليل على المنع.
أما حديث أنه ﷺ قال: لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن فهو حديث ضعيف في حق الحائض، أما الجنب فقد ثبت عنه ﷺ أنه كان لا يقرأ إذا كان جنب، كان لا يمنعه من القرآن شيء إلا الجنابة عليه الصلاة والسلام، ولم يحفظ عنه في شيء من الأحاديث أنه منع الحائض من القراءة أو النفساء، وقياسهما على الجنب لا يصح؛ لأن الجنب مدته يسيرة يغتسل ويقرأ، أما الحائض مدتها طويلة أسبوع أو أكثر، والنفساء مدتها طويلة أكثر وأكثر، فهذا قد يسبب نسيان ما حفظت، وأيضاً قد يسبب قسوة القلب، فكونها تقرأ وتتدبر القرآن عن ظهر قلب، وتراجع المصحف عند الحاجة، هذا خير لها في دينها ودنياها.
المقدم: بارك الله فيكم، يحفظكم الله، كما ذكرت الفتور، إذا خافت على نفسها الفتور من الانقطاع عن تلاوة القرآن، فما هو توجيهكم يحفظكم الله؟
الشيخ: تحرص، تحرص على القراءة، وتجاهد نفسها على القراءة والذكر مهما أمكن، من باب المجاهدة، الله يقول: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت:69]، مع المجاهدة يعينها الله يعينها الله.
المقدم: إذاً مع خوف الفتور هذا يعني يبيح لها قراءة القرآن وإن كانت معذورة.
الشيخ: .. لكن مثلما تقدم.
المقدم: نعم.
الشيخ: مثلما تقدم التفصيل الجنب لا يقرأ حتى يغتسل وهي تقرأ لها القراءة، وإذا كانت تخشى النسيان آكد وآكد.
المقدم: بارك الله فيكم، جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم. 
فتاوى ذات صلة