الجواب:
نعم القبور لا بأس أن ترفع قدر شبر كما ثبت من حديث سعد بن أبي وقاص: "أنه رفع قبره قدر شبر، وأن قبر النبي ﷺ كان كذلك" والسر في ذلك لتعرف أنها قبور حتى لا تمتهن، وحتى لا توطأ، وحتى لا يجلس عليها، فإنها إذا سويت بالأرض قد تخفى معالمها، فإذا رفعت قدر شبر وما يقاربه فهذا يعفى عنه ومشروع؛ لتعرف أنها قبور، ولتصان ولا تداس.
أما حديث علي وما جاء في معناه فالمراد به الإشراف الزائد على هذا، كأن يُبنى عليها مساجد، أو قباب، أو بنية هذه تزال، وإنما ترفع بترابها نفس التراب الذي أخرج من اللحد، هذا يجعل فوقه؛ لأنه إذا دفن بقي بعض التراب الذي إلى اللحد، وبعض التراب الآخر؛ لأنه لو كان مرصوصًا أولًا .... عظيمًا، ثم بعد ما أخرج يتراكم بعضه على بعض، ويبقى منه بقية إذا دفن الميت، فهذه البقية تجعل على القبر علامة على أنه قبر، وقد نهى النبي ﷺ أن يزاد على ترابه، فالتراب الذي بقي من الميت يكون هو المرفوع على محله علامة، على أنه قبر، ولا يؤتى بزيادة أخرى من تراب، أو لبن، أو حصى، أو غير ذلك، لا بل يكفي التراب، وتوضع النصايب علامة على أنه قبر في طرفيه علامة أنه قبر، ولا بأس أن يوضع عليه شيء من الحصباء لحفظ التراب ويرش بالماء لا بأس كل هذا لا بأس به. نعم.
المقدم: الحمد لله الحمد لله جزاكم الله خيرًا.