الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد.
فهذا سؤال عظيم، يجب على كل مؤمن أن يفهمه، وأن يعتني به؛ لأن نواقض الإسلام اليوم كثيرة، وخطرها عظيم، وهذا السؤال فيه فائدة كبيرة لكل مسلم، قد ألف العلماء في نواقض الإسلام مؤلفات، وذكروا في كتب الفقه بابًا مستقلًا في هذا الباب، في هذه المسألة سموه: باب حكم المرتد، باب، سموا هذا المقام، مسائل هذا الباب جعلوها تحت باب وهو باب حكم المرتد، وهو الذي يكفر بعد إسلامه، ثم ذكروا النواقض التي يحصل بها الردةن يقال لها: نواقض الإسلام، مبطلات الإسلام، أسباب الردة، وهي كثيرة ذكرها العلماء في هذا الباب، في مذهب الحنابلة، والشافعية، والمالكية، والحنبلية وغيرهم، وذكرها أيضًا جماعة في مؤلفات خاصة مستقلة.
فيجب على المؤمن والمؤمنة الحذر من ذلك، والتفقه في ذلك؛ حتى لا يقع فيه، ومنها: الشرك بالله منها: الشرك وهو أعظمها، كدعاء أصحاب القبور، كـالبدوي، أو الحسين، أو غيرهم، والاستغاثة بهم، والنذر لهم، والذبح لهم، وكسؤال الأصنام، أو الضراعة إلى الجن، والاستغاثة بالجن، أو بالملائكة، أو بالنجوم، كل هذا من الشرك بالله ناقض من نواقض الإسلامن ومن أسباب بطلان الإسلام.
كذلك: سب الله، أو سب الرسول -عليه الصلاة والسلام- أو الاستهزاء بدين الله، أو الاستهزاء بالقرآن، أو بالرسول ﷺ قال الله تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة: 65-66].
من ذلك: ترك الصلاة؛ لأن الصلاة عمود الإسلام، وهي أعظم الأركان بعد الشهادتين، وإذا جحد وجوبها؛ كفر إجماعًا، إذا قال: ما هي بواجبة؛ كفر إجماعًا، وإن تركها تساهلًا وتكاسلًا؛ كفر في الصحيح من قولي العلماء.
وهكذا لو جحد وجوب الزكاة قال: ما هي بواجبة الزكاة على الناس، أو قال: صيام رمضان ليس بواجب على الناس؛ كفر عند الجميع، أو قال: إن الحج مع الاستطاعة لا يجب على المكلفين، كفر إجماعُا؛ لأن الله أوجب الحج مع الاستطاعة، أو قال: إن الزنا حلال، استحل ما حرم الله، قال: الزنا حلال؛ كفر عند الجميع، ردة ... من نواقض الإسلام.
أو قال: إن الخمر المسكرات حلال؛ كفر عند الجميع، أو قال: إن الربا حلال، ما فيه ربا، كل الربا حلال، هذا كفر عند الجميع، أو قال: اللواط حلال، إتيان الذكور، هذا ردة عند الجميع، والعياذ بالله.
أو قال: إن الحكم بغير الشريعة جائز، لا بأس بتحكيم القوانين الوضعية، وترك الكتاب والسنة، من أجاز هذا، وأباحه؛ كفر إجماعًا، وهي نواقض كثيرة حتى بلغ بعضهم أربعمائة ناقض، نعم، إذا تدبرها الإنسان، وتقصاها فهي كثيرة.
فالواجب على المؤمن الحذر، وأن يتفقه في دين الله، ويتبصر، وكذلك يراجع هذا الباب، باب حكم المرتد، طالب العلم يراجع هذا الباب، ويتأمل؛ حتى يستفيد، أو يفيد، نسأل الله للجميع العافية، والسلامة، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.