الرد على من يستدل بحديث أسماء على كشف الوجه والكفين

السؤال:

يقول: بعض الناس يقولون: إن كشف الوجه والكفين ليس بعورة، ويستدلون بحديث أسماء، فهل هذا الحديث صحيح، أم هو ضعيف؟ وما هو توجيهكم للناس؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

حديث أسماء ليس بصحيح، وهو حديث أسماء بنت أبي بكر، فيه: أنها دخلت على النبي ﷺ وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها النبي ﷺ وقال: يا أسماء! إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يحل أن يرى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه هذا الحديث .... رواه أبو داود لكنه ضعيف الإسناد، لعلل منها:

أنه من رواية خالد بن دريك عن عائشة، ولم يسمع منها فهو منقطع، وفي سنده سعيد بن بشير وهو ضعيف الرواية.

وكذلك في سنده قتادة وقد عنعن، والمعنعن إذا كان مدلسًا لا تقبل روايته حتى يصرح بالسماع.

ثم فيه علة رابعة: وهو أن أسماء بنت أبي بكر أخت عائشة، المرأة المعروفة بالاستقامة والخير زوجة الزبير، كيف يليق منها أن تدخل على النبي ﷺ في ثياب رقاق؟! هذا منكر المتن، لا يمكن، ولا يتصور أن أسماء المعروفة بالدين والاستقامة زوجة الزبير أن تدخل على النبي ﷺ في ثياب رقاق!!

ثم لو فرضنا صحته وسلامته فهذا يكون قبل النسخ، حين كان الحجاب لم يفرض، أما بعد فرض الحجاب فينهى عن كشف الوجه واليدين للأجنبي، وكانوا قبل ذلك تكشف المرأة وتجلس مع الرجال مكشوفة الوجه، ثم نسخ هذا الأمر ونزلت آية الحجاب، وهي قوله تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53] هذا هو الصواب أن هذا الحديث ضعيف، ولو سلم من العلل؛ لكان محمولًا على أن هذا كان قبل نسخ الكشف، قبل نزول آية الحجاب، والله ولي التوفيق. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة