حديث البطاقة وهو حديث صحيح، يقول فيه النبي ﷺ: إذا جاء يوم القيامة يؤتى برجل ينشر له تسعة وتسعون سجلاً فيها ذنوبه وسيئاته فيقال له: أتنكر من هذا شيئًا؟ فيهابها الرجل ويقول: لا، فيقول له: نعم إن لك عندنا حسنة، لا تجحد ولا تغبن ولا تظلم، ثم يؤتى ببطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فتوضع البطاقة في كفة، والتسعة والتسعون في كفة قال: فرجحت البطاقة فطاشت السجلات.
قال العلماء: معناه أنه قالها عن توبة وإخلاص وصدق فرجحت حسناته وتوحيده وإيمانه بالرسول بذنوبه وسيئاته؛ لكونه قالها عند الموت تائبًا نادمًا، فصارت هذه البطاقة ترجح جميع السيئات؛ لأنها صارت عن إقرار صادق وتوبة صادقة فرجحت بجميع سيئاته.
وهكذا حديث أنس: يقول الله: لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة يعني إذا بالتوحيد الخالص الذي ليس معه سيئات؛ لأن طاعة الهوى نوع من الشرك الأصغر، فإذا لقي الله بالسلامة من الشرك كله ومن المعاصي لقيه الله بالمغفرة الكاملة وأدخله الله الجنة، أما إذا لقيه بالسلامة من الشرك، لكن عنده معاصي وعنده ذنوب فهو تحت مشيئة الله كما دلت عليه النصوص الأخرى من القرآن والسنة: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ [طه: 82]، فهي تقيد مثل هذه النصوص، هذه النصوص عند العلماء مقيدة، إطلاقها مقيد بالتوبة الصادقة وعدم الإصرار على المعاصي، فإذا أتى العبد ربه بتوبة صادقة وتوحيد خالص ليس معه إصرار على الذنوب فإنه يدخل الجنة من أول وهلة، أما إن كان معه إصرار ومعه ذنوب لم يتب منها فهو تحت مشيئة الله، إن شاء الله عذبه على قدر معاصيه كما يجري لكثير من العصاة ثم يخرجه الله من النار بتوحيده وإسلامه، وإن شاء عفا عنه وأدخله الجنة من أول وهلة لكونه مات على التوحيد والإيمان وعدم الظلم الأكبر.
هذا مقام عظيم يغلط فيه كثير من الناس فينبغي أن يُعلم هذا الأمر على بصيرة، وأن هذه النصوص المطلقة في دخول الموحدين الجنة كلها مقيدة بالنصوص الأخرى التي فيها التقييد بالتوبة وعدم الإصرار على المعصية.
شرح كتاب التوحيد (02 باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب)
قال العلماء: معناه أنه قالها عن توبة وإخلاص وصدق فرجحت حسناته وتوحيده وإيمانه بالرسول بذنوبه وسيئاته؛ لكونه قالها عند الموت تائبًا نادمًا، فصارت هذه البطاقة ترجح جميع السيئات؛ لأنها صارت عن إقرار صادق وتوبة صادقة فرجحت بجميع سيئاته.
وهكذا حديث أنس: يقول الله: لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة يعني إذا بالتوحيد الخالص الذي ليس معه سيئات؛ لأن طاعة الهوى نوع من الشرك الأصغر، فإذا لقي الله بالسلامة من الشرك كله ومن المعاصي لقيه الله بالمغفرة الكاملة وأدخله الله الجنة، أما إذا لقيه بالسلامة من الشرك، لكن عنده معاصي وعنده ذنوب فهو تحت مشيئة الله كما دلت عليه النصوص الأخرى من القرآن والسنة: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ [طه: 82]، فهي تقيد مثل هذه النصوص، هذه النصوص عند العلماء مقيدة، إطلاقها مقيد بالتوبة الصادقة وعدم الإصرار على المعاصي، فإذا أتى العبد ربه بتوبة صادقة وتوحيد خالص ليس معه إصرار على الذنوب فإنه يدخل الجنة من أول وهلة، أما إن كان معه إصرار ومعه ذنوب لم يتب منها فهو تحت مشيئة الله، إن شاء الله عذبه على قدر معاصيه كما يجري لكثير من العصاة ثم يخرجه الله من النار بتوحيده وإسلامه، وإن شاء عفا عنه وأدخله الجنة من أول وهلة لكونه مات على التوحيد والإيمان وعدم الظلم الأكبر.
هذا مقام عظيم يغلط فيه كثير من الناس فينبغي أن يُعلم هذا الأمر على بصيرة، وأن هذه النصوص المطلقة في دخول الموحدين الجنة كلها مقيدة بالنصوص الأخرى التي فيها التقييد بالتوبة وعدم الإصرار على المعصية.
شرح كتاب التوحيد (02 باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب)