على كل مؤمن، وعلى كل مؤمنة البدار بالتوبة، وعدم الإصرار، وأن يكون أبدًا في توبته بينه وبين ربه؛ لأنه خطاء، كثير الذنوب، فالواجب عليه أن يلزم التوبة دائمًا دائمًا؛ لعله ينجو من شرها، ويخلص من عواقبها الوخيمة، وربما زين للناس الشيطان تأجيل التوبة، فيقول: أنت شاب، وأنت في مقتبل العمر بعدما يمضي عليك، وكذا وكذا، بعدما يمضي سن الكهول، أو سن الشيوخ يمكنك أن تتوب، فيغره، ويملي له، ويمنيه، وهو لا يدري، قد يموت غدًا، كم من شاب لم يبلغ الكهولة، ولا الشيبة، كم من شاب أخذ في شبابه، وقد يغره بصحته، أنت الحمد لله صحيح طيب إذا حسيت بمرض يمكنك أن تتوب بعد ذلك، ثم قد يموت على غير مرض، قد يموت فجأة بحادث من الحوادث، وسكتة من السكتات، فلا مرض ولا شعور بما يدعوه إلى التوبة، فالحزم كل الحزم لزوم التوبة أبدا في حال الصحة، وفي حال النشاط والقوة، والشباب حتى تكون على وثيقة، على احتياط في السلامة من خطر هذه الذنوب التي من ابتلي بها وأصر عليها أفضى إلى خطر عظيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
تفسير القرآن العظيم (ابن كثير) (من قوله: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ..)
تفسير القرآن العظيم (ابن كثير) (من قوله: وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ..)