الحكمة في الدعوة وتأثير النصح الجماعي

ينبغي مراعاة الأحوال ويكون النهي بالأسلوب المناسب الذي يرجى به قبول الحق لا بالعنف والشدة بل بالأسلوب الحسن؛ لأن بعض الناس جاهل، بعض الناس عنده ضعف الإيمان لا يتقبل الحق إلا بأسلوب خاص، وينبغي للآمر والناهي أن يتحرى الألفاظ المناسبة، والوقت المناسب، إذا كان يمكنه أن يراه في وقت آخر كجاره ونحو ذلك، يكون الإنكار في الأوقات التي يرجو فيها أن يكون التأثير أكثر وأظهر، مع مراعاة الأسلوب المناسب، ثم هناك أمر آخر مجرب وهو أن الإنكار الفردي قد لا يتأثر به الشخص، فإذا جاءه جماعة من إخوانه اثنين ثلاثة من إخوانه اتصلوا به وذكروه ووعظوه قد يؤثر أكثر من الواحد، والمؤمن يتحرى ما هو أقرب إلى الخير وما هو أشد أثرًا وأقرب إلى النجاح.
تفسير القرآن العظيم (ابن كثير) (من قوله: وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا..)