رسالة من الشيخ الهلالي عن انتداب الشيخ أبي بكر جابر إلى المغرب

بسم الله الرحمن الرحيم[1]
مكناس في 2/4/1388هـ
إلى الأخ العزيز صاحب الفضيلة الأستاذ الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز أدام الله سعادته وسلامته، وسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعلى الأبناء الكرام وسائر الإخوان خصوصاً الأستاذ الشيخ محمد بن ناصر العبودي. أما بعد:
فأبشركم بأن انتداب الأستاذ الشيخ أبي بكر جابر للدعوة إلى الله وبيان عقيدة التوحيد قد نجحت نجاحاً فوق ما كنا نؤمله؛ فقد أقام عندنا في مكناس ستة وعشرين يومًا ((26)) في كل يوم يلقي درسين، وفي بعض الأيام يلقي ثلاثة دروس، وأقبل الناس على دروسه إقبالًا عظيمًا؛ فصار المسجد الأعظم يغص بالمستمعين، ونحن نؤمل أن يمكث عندنا حتى يتم أربعين يوماً على الأقل قبل أن يتوجه إلى أقطار المغرب العربي الأخرى.
وأنتم السبب في هذا الخير جزاكم الله خيراً وأمتع المسلمين بطول بقائكم. 
وقد سمعت أن بعض الناس القاصرين من أهل البضاعة المُزْجَاةِ تعرض لمناظرتكم في مسألة حركة الشمس، أو ثبوتها فزعم أن الشمس ثابتة مع أنه ولم يحضر ولا درسًا واحدًا في علم الهيئة، أو في علم الفلك، سمعت هذا حين كنت بالمدينة، وأنا أعلم أن علماء هذا الشأن في هذا الزمان مجمعون على حركة الشمس، وعندي براهين أستطيع أن أترجمها من كتب الهيئة التي عندي بالإنكليزية، ولكني فضلت أن يجيء الجواب من إذاعة لندن من العلماء البريطانيين المختصين بهذا الشأن حتى يقال: قطعت جهيزة قول كل خطيب.
وهذه نسخة من جواب إذاعة لندن العربية أبعثها إليكم، وسترون فيها موافقة علماء الفلك العصريين لما جاء في كتاب الله على أن كتاب الله حق سواء أوافقه العصريون أم خالفوه؛ لأن آراءهم تتبدل وتتغير، ولا تبديل لكلمات الله.
وقد كتبت إليكم في شأن عالم مغربي، ولا أزال في الانتظار، ويسلم عليك الأستاذ أبو بكر، والطالب أبو الفضل محمد. 

  1. الرسائل المتبادلة بين الشيخ ابن باز والعلماء (ص319)