رسالة إلى مدير مجلة الجامعة السلفية في استنكار إطراء لسماحته

وبعد أن نشرت تلك القصيدة في مجلة الجامعة السلفية في بنارس-الهند-أرسل سماحة الشيخ عبدالعزيز رحمه الله في 23/3/1398هـ تعقيبًا إليك نصه:
من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز[1] إلى حضرة الأخ المكرم فضيلة الشيخ عبدالوحيد الرحماني مدير مجلة الجامعة السلفية في بنارس-وفقه الله للخير - آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد اطلعت على قصيدة نُشرت في العدد التاسع من مجلتكم لفضيلة الدكتور تقي الدين الهلالي تتضمن الغلو في المدح لي، ولعموم قبيلتي، وقد كدرتني كثيرًا، فرأيت أن أكتب تنبيهًا للقراء، باستنكاري لذلك وعدم رضائي به.
وإليك ما كتبت برفقه راجيًا المبادرة بنشره في أول عدد يصدر في المجلة.
أثابكم الله وشكر سعيكم.
الرئيس العام
لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة، والدعوة والإرشاد
 
وإليكم أيها القارئ نَصَّ ذلك التنبيه:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه.
أما بعد: فقد اطلعت على قصيدة نشرت في العدد التاسع من مجلة الجامعة السلفية في بنارس-الهند-لفضيلة الدكتور تقي الدين الهلالي، وقد كدرتني كثيرًا، وأسفت أن تصدر من مثله، وذلك لما تضمنته من الغلو في المدح لي ولعموم قبيلتي، وتَنَقُّصِه للزاهد المشهور إبراهيم بن أدهم رحمه الله وتفضيلي عليه في الزهد، وعلى حاتم في الكرم، وتسويتي بشريح في القضاء إلى غير ذلك من المدح المذموم الذي أمر الرسول"بحثي التراب في وجوه من يستعمله.
وإني أبرأ إلى الله من الرضا بذلك، ويعلم الله كراهيتي له، وامتعاضي من القصيدة لما سمعت فيها ما سمعت.
وإني أنصح فضيلته من العَوْد إلى مثل ذلك، وأن يستغفر الله مما صدر منه، ونسأل الله أن يحفظنا وإياه وسائر إخواننا من زلات اللسان، ووساوس الشيطان، وأن يعاملنا جميعاً بعفوه، ورحمته، وأن يختم للجميع بالخاتمة الحسنة؛ إنه خير مسؤول.
ولإعلان الحقيقة وإشعار من اطلع على ذلك بعدم رضائي بالمدح المذكور جرى نشره، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين.
 
الرئيس العام
لإدارات البحوث العملية والإفتاء والدعوة والإرشاد
 عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

  1. الرسائل المتبادلة بين الشيخ ابن باز والعلماء (ص341)