رسالة الشيخ ابن عثيمين إلى الشيخ ابن باز حول مسألة التورق

بسم الله الرحمن الرحيم[1]
من عنيزة في 3/10/1380هـ
من محبكم محمد الصالح العثيمين[2] إلى شيخنا المكرم عبدالعزيز بن عبدالله بن باز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو الله تعالى أن تكونوا ومن تحبون بخير، وأن يرزقنا وإياكم شكر نعمه.
وبمناسبة حلول عيد الفطر ننتهز الفرصة؛ لنقدم لكم تهنئتان سائلين الله تعالى أن يعيده علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية بالإيمان والأمن والرخاء، وأن يتقبل منا ومنكم ومن جميع المسلمين ما عملناه من صالح الأعمال، ويعفو عن التفريط والإهمال؛ إنه جواد كريم.
هذا ما لزم شرفونا بما يلزم، بلغوا سلامنا الأولاد، والمشايخ والإخوان، كما منا الجميع بخير، والله يحفظكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو أن تفتينا عن رأيكم في مسألة التورق وعمل الناس الآن؛ حيث كان يتفق كل من البائع والمشتري على أن يبيعه عشرا ونصفا مثلا من غير أن يعينوا سلعة، ولا يعرفوا ثمنها مما يعلم به أنها دراهم بدراهم دخلت بينهما سلعة وهل هذا ينطبق على مسألة التورق التي أباحها الأصحاب أو بينهما فرق؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  1. الرسائل المتبادلة بين الشيخ ابن باز والعلماء (ص399)
  2. لقد انعقدت مودة عظيمة بين سماحة الشيخ عبدالعزيز، وسماحة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - 1347 - 1421هـ، فلقد تتلمذ الشيخ محمد على الشيخ عبدالعزيز، وكان يكن له كل مودة وتقدير، وكان يستشيره، ويستفتيه، ويكاتبه كثيرا، ويصدر بعض كتاباته بمثل قوله: من الابن محمد الصالح العثيمين إلى الشيخ المكرم الفاضل شيخنا عبدالعزيز.... وكان كثيرا ما يذكر الشيخ عبدالعزيز بخير، ولما مات الشيخ عبدالعزيز حزن عليه الشيخ محمد حزنا شديدا. وكان الشيخ عبدالعزيز محبا للشيخ محمد عالما بفضله، معجبا بعلمه، وفقهه. وكان يلقبه بالعلامة، وبسماحة الشيخ وكان يشرح بعض كتبه ككتاب مجالس رمضان، وكان يقدم له بعض كتبه، ويقرأ له، ويستمع لفتاواه. وكان يقول للشيخ محمد: أود أن تكون فتوانا واحدة، وألا تختلف قدر الإمكان. وإذا خالفه الشيخ محمد في مسألة قدَّر له سماحة الشيخ رأيه واجتهاده. وكان كثير الحفاوة به. وإذا قدم الشيخ محمد بن عثيمين إلى الرياض أو الطائف استضَافَه سماحة الشيخ عبدالعزيز، وفرح، واتصل بمكتب البيت، وأمرهم بزيادة الاستعداد لاستقبال الشيخ محمد وإكرامه، ثم يأتي قبل مجيء الشيخ محمد بوقت كافٍ حتى يكون في استقباله؛ فإذا وصل فرح به، ولاطفه، وتجاذب معه أطراف الحديث.