رسالة من الشيخ القرعاوي لطلب التوسط بشأن معهد صامطة

بسم الله الرحمن الرحيم[1]
حضرة صاحب الفضيلة الأخ في الله والمحب فيه الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز حفظه الله. 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بعده:
أخي قد أخبرناكم أننا رفعنا بيانات سبع وسبعين وإنشاء الله نرفع عن قريب ثمان وسبعين وتسع وسبعين ثم نتوجه إليكم.
والآن يا محب نطلب من الله ثم منكم التوسط لدى سماحة مفتي المملكة وفضيلة الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم في مسألة تهم الجميع وخاصة تهم الشيخ محمد، والشيخ عبداللطيف أكثر وذلك أن معهد صامطة فيه تلاميذ كثيرون؛ فالعام الماضي ما فيه مقرر إلا مائتان وسبعة وهذه السنة فيه مائتان وثلاثون منهم مائة وخمسون بالثانوي وثمانون بالتمهيدي، والمطلوب والذي الآن يحضرون الدروس بصفة مستمعين ليس لهم مقرر مثل غيرهم كثيرون جدًّا جدًّا، ولو يحصل مكافأة لجاؤوا نحو المائتين علاوة على ما فيه من الطلاب المقررين والمستمعين، وكلهم معهم مبادئ جيدة يستحقون الدخول.
وقد كتبت للشيخين بأن يلاحظوا مثلا معهد الرياض ومعهد عنيزة وبريدة والمجمعة وشقراء والأحساء إذا يرون أن ينقل من هذه المعاهد إلى معهد صامطة من الذين يلتحقون هنا وهناك، أو ينتقلون إلى الكليات، أو غير ذلك هذا إذا كان ما هناك طريقة غير ذلك؛ والحقيقة أن الوسائط اليوم هي التي لها أثر بتوفيق الله؛ فأؤمل من فضيلتكم أنكم تعملون السبب في ذلك ومعلومكم أن جهتنا جهة تستحق كل المساعدة، لأنهم مقبلون ومحبون ولا عندنا أي تشويشات من ما شُوّش على المدارس حتى الآن يعني العلوم العصرية، وأيضًا أننا مجاورون للملكة اليمانية، وكلهم راغبون ومحبون لهذه الدعوة.
وفقك الله يا شيخ لهذه المسألة، فأظن أن هذه المسألة من أكبر المسائل من هذا النوع؛ فاجتهد.
والذي كنت أنا أرغبه أنك زرتنا بوقت العطلة فسوف تجد ما يثلج صدرك، وسوف تقوم بنشاط لم يقم به أحد إذا رأيت وسمعت وشميت رائحة الرغبة والمحبة، وسوف تجد مطلوبك قبل فواته، ويمكنك الآن، وكل سفرك روحه وجيه عشرة أيام بالطائرة، وإنه لوقتها وحركة مباركة إن شاء الله، وسوف يسألك الشيخ محمد وغيره، وسوف يكون لها أثر طيب على المجتمع، وعلى الصالح العام، ولكن ما أكثر الأعذار، وما أكثر الشغل، ولكن بعض الأشغال الخفيفة هي التي تعوق المصالح الكبار، الله يوفقك لهذه الزيارة بهذا الوقت العاجل الله أكبر ما أكبرها من فائدة بإذن الله؛ لأن ذلك على أبواب خير إن شاء الله تفتح بعدها.
والسلام عليكم ورحمة الله بركاته.
4/ 3/ 1379هـ
محبكم: عبدالله بن محمد القرعاوي2[2]
 

  1. الرسائل المتبادلة بين الشيخ ابن باز والعلماء (ص53)
  2. هو الشيخ الفاضل، والداعية الحكيم، والمربي الكبير عبد الله بن محمد القرعاوي المولود سنة 1315 هــ، والذي عرف بالمعلم، والتجارة والدعوة، والقضاء على كثير من البدع في جنوب المملكة العربية السعودية. توفي رضي الله عنه في الخامسة والسبعين من عمره عام 1389هـ.