رسالة محبة واعتذار من الشيخ أحمد مختار بزرة

بسم الله الرحمن الرحيم [1]
 دمشق في 7/ 6/ 1395هـ، 15/ 6/ 1975م
فضيلة الشيخ الوالد عبدالعزيز بن باز رئيس الجامعة الإسلامية المكرم حفظه الله ورعاه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحمد إليك الله الذي جعل ما بين المؤمنين أُخوة، وحبب إليهم المواصلة والتغاضي عن تقصير المقصِّر منهم بحق إخوانه.
 وإني معترف بتقصيري بحقك علي، حق الوالد والأخ والشيخ المربي.
 وإن أنسَ لا أنس أيامي عندكم، وما أفدته من شخصكم الكريم من علم ثرّ، وأدب جمّ، وخلق سمح.
وإن طمعي بتسامحكم يخفف من شعوري بالذنب، ولكن –يشهد الله– إن أبطأ القلم فما تباطأ القلب عنكم، وما شُغل:
والله ما طلعت شمس ولا غربت من غير ذكر لكم جادت بإسعدي
ولاح طيفُكٌم نورا وعافية كما علا البدرُ للسارين والحادي
نظل نعرف منكم بسمة طُلُقا عنوان قلب كثير البر مُزداد
كم كان لي موردا عذبا ألم به إذا ظمئت لعلم غير صُرّاد
الحبُّ والبرُّ والتقوى بطائِنٌه مخافة الله لم يُحْجَب لورّاد
يأوي إليه لفيف الناس ما سألوا نبعٌ من العلم ثبت رأس أطواد
سمح السجية لم تَكدُر نقائبُه مُطَّهر الذيل عَفُّ الصدر والزاد
يا نعمةَ الله دومي عنده أبدا حتى يدوم لمرتادٍ وقُصَّاد
بقية من رجال طاب منبتهم أسلاف صدق ليوث الدين ذُوَّاد
لو كنت أملِكُ من أمري مجاريه حبست نفسي عليهم طوعَ منقاد
إذنْ ظفرت بنُعمى لا نديد لها حسبي النصحية من أهل وأعضادي
لو كنت أعلم أن البعد يقطعنى قطعت بُعدى باتهامٍ وإنجاد
وجئت ربعَكم سعيا على قدم ولست آلو ولو أُجْهدتُ أجهادى
لكن قلبي على الأيام مشتعلٌ لم ينس أنكم كالماء للصادي
قومي وأهلي وإخواني لهم مِقَتي ويعلم الله مني السرّ والبادي
لي في حماكم عهود لست أُخفِرها ولا يُضيّع صدقي ربي الهادي
ولا يفي السطر بما في الصدر، ومحبتكم يضيق عنها الشعر، ولكنه بعض ما أعان الله عليه في موقف الإخوة، أدامكم الله لنا ذخرا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
ولدكم
أحمد مختار بزرة
 

  1. الرسائل المتبادلة بين الشيخ ابن باز والعلماء (ص565)