بسم الله الرحمن الرحيم [1]
من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة الأخ في الله والمحبوب فيه الشيخ الفاضل العلامة أحمد شاكر زاده الله من العلم والإيمان ومنحني وإياه الفهم الصحيح في السُّنة والقرآن آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو على جميع نعمه، وأسأله -تعالى- أن يوزعني وإياكم شكرها، وأن يمن علينا جميعا بالفقه في دينه، والثبات عليه والبصيرة في أحكامه، وحسن الدعوة إليه، وأن يعيذنا جميعا من مضلات الفتن، ونزغات الشيطان، إنه سميع قريب.
أخي لقد كنت منذ أمد طويل مشتاقا إلى مكاتبة فضيلتكم؛ للتعارف، والتذاكر، والسلام عليكم، والاستفسار عن صحتكم، ومن لديكم من الأولاد، والإخوان في الله، وإبداء ما أُكنه لفضيلتكم من المحبة في الله.
ولكن لم يقدر ذلك إلا هذا الوقت؛ لقلة الفراغ، وتزاحم الأشغال المتعلقة بالقضاء والتعليم، أحسن الله لي ولكم العاقبة آمين.
وإني لأدعو الله كثيرا لفضيلتكم على ما من به عليكم من خدمة السنة، ونفع المسلمين، بإبراز المسند العظيم بهذا الوضع الجليل الجامع بين فائدتين عظيمتين: إحداهما : إبقاء المسند على حاله. والثانية : بيان حال أسانيده والتنبيه على ما هناك من غريب أو خطأ أو اختلاف نسخ مع ما انضم إلى ذلك من الأحاديث، وفهرستها بفهرس نافع وافٍ بالمطلوب مريح للطلاب. فجزاكم الله عما فعلتم خيرًا، وضاعف لكم الأجر، وزادكم من العلم والبصيرة، وختم لي ولكم ولسائر المسلمين بالخاتمة الحسنة؛ إنه ولي التوفيق.
ثم أشعر فضيلتكم أني لما قرأت كلمة الحق المنشورة في مجلة الهدى الصادرة في ربيع أول سنة 71 وجدت فيها مواضع لم تظهر لي حجة ما اعتمده فضيلتكم فيها وأحببت مذاكرتكم في ذلك؛ ليظهر الصواب للجميع؛ أداءا لواجب التناصح، والإخوة الإيمانية، جعلني الله وإياكم من الذين يهدون بالحق وبه يعملون وهذا بيان المواضع :
الأول: قلتم في صفحة 13 يجب على كل مسلم في أي بقعة من بقاع الأرض أن يحاربهم وأن يقتلهم حيثما وجدوا مدنيين كانوا أو عسكريين إلخ.
أقول هذا التعميم والإطلاق فيه نظر؛ لأنه يشمل المسلمين الموجودين في مصر وغيرهم.
والصواب أن يستثنى من ذلك من كان من المسلمين رعية لدولة أخرى من الدول المنتسبة للإسلام التي بينها وبين الانجليز مهادنة؛ لأن محاربة الإنجليز لمصر لا توجب انتقاض الهدنة التي بينها وبين دولة أخرى من الدول الإسلامية، ولا يجوز لأي مسلم من رعية الدولة المهادنة محاربة الإنجليز؛ لعدوانهم على مصر وعدم جلائهم عنها.
والدليل على ذلك قوله سبحانه في حق المسلمين الذين لم يهاجروا: وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ، ومن السُّنة قصة أبي جندل وأبي بصير لما هربا من قريش وقت الهدنة، والقصة لاتخفى على فضيلتكم.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو على جميع نعمه، وأسأله -تعالى- أن يوزعني وإياكم شكرها، وأن يمن علينا جميعا بالفقه في دينه، والثبات عليه والبصيرة في أحكامه، وحسن الدعوة إليه، وأن يعيذنا جميعا من مضلات الفتن، ونزغات الشيطان، إنه سميع قريب.
أخي لقد كنت منذ أمد طويل مشتاقا إلى مكاتبة فضيلتكم؛ للتعارف، والتذاكر، والسلام عليكم، والاستفسار عن صحتكم، ومن لديكم من الأولاد، والإخوان في الله، وإبداء ما أُكنه لفضيلتكم من المحبة في الله.
ولكن لم يقدر ذلك إلا هذا الوقت؛ لقلة الفراغ، وتزاحم الأشغال المتعلقة بالقضاء والتعليم، أحسن الله لي ولكم العاقبة آمين.
وإني لأدعو الله كثيرا لفضيلتكم على ما من به عليكم من خدمة السنة، ونفع المسلمين، بإبراز المسند العظيم بهذا الوضع الجليل الجامع بين فائدتين عظيمتين: إحداهما : إبقاء المسند على حاله. والثانية : بيان حال أسانيده والتنبيه على ما هناك من غريب أو خطأ أو اختلاف نسخ مع ما انضم إلى ذلك من الأحاديث، وفهرستها بفهرس نافع وافٍ بالمطلوب مريح للطلاب. فجزاكم الله عما فعلتم خيرًا، وضاعف لكم الأجر، وزادكم من العلم والبصيرة، وختم لي ولكم ولسائر المسلمين بالخاتمة الحسنة؛ إنه ولي التوفيق.
ثم أشعر فضيلتكم أني لما قرأت كلمة الحق المنشورة في مجلة الهدى الصادرة في ربيع أول سنة 71 وجدت فيها مواضع لم تظهر لي حجة ما اعتمده فضيلتكم فيها وأحببت مذاكرتكم في ذلك؛ ليظهر الصواب للجميع؛ أداءا لواجب التناصح، والإخوة الإيمانية، جعلني الله وإياكم من الذين يهدون بالحق وبه يعملون وهذا بيان المواضع :
الأول: قلتم في صفحة 13 يجب على كل مسلم في أي بقعة من بقاع الأرض أن يحاربهم وأن يقتلهم حيثما وجدوا مدنيين كانوا أو عسكريين إلخ.
أقول هذا التعميم والإطلاق فيه نظر؛ لأنه يشمل المسلمين الموجودين في مصر وغيرهم.
والصواب أن يستثنى من ذلك من كان من المسلمين رعية لدولة أخرى من الدول المنتسبة للإسلام التي بينها وبين الانجليز مهادنة؛ لأن محاربة الإنجليز لمصر لا توجب انتقاض الهدنة التي بينها وبين دولة أخرى من الدول الإسلامية، ولا يجوز لأي مسلم من رعية الدولة المهادنة محاربة الإنجليز؛ لعدوانهم على مصر وعدم جلائهم عنها.
والدليل على ذلك قوله سبحانه في حق المسلمين الذين لم يهاجروا: وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ، ومن السُّنة قصة أبي جندل وأبي بصير لما هربا من قريش وقت الهدنة، والقصة لاتخفى على فضيلتكم.
- الرسائل المتبادلة بين الشيخ ابن باز والعلماء (ص593)