رسالة شكر وتقدير من يوسف النافع وإحاطة ببعض الأمور

بسم الله الرحمن الرحيم [1]
القاهرة في 12 رمضان 1375هـ
حضرة صاحب الفضيلة الوالد الجليل الشيخ العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز أمد الله في حياته، وبارك في جميع أوقاته، ورفع في الدارين منزلته، وأعلا درجاته، وختم بالصالحات أعماله آمين:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرجو الله أنكم وجميعَ أفراد العائلة على خير ما نتمناه لفضيلتكم من الصحة والهنا وراحة البال، وكذلك خواص المحبين لله ومن أجله، كما أن ابنكم يحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، وهو للحمد أهل بخير وعافية ونعمة من الله ضافية، رزق الله الجميع شكر نعمه الظاهرة والباطنة، ووفقنا لصرفها في مرضاته اللهم آمين.
ثم أحيط فضيلة الوالد الكريم أنني في هذا الشهر المبارك تلقيت بيد السرور خطابكم الكريم رقم 199 وتاريخ 28/8/75هـــ وتلوته شاكرًا ومقدرًا، وفرحًا ومسرورًا بما حواه من تطميني عن صحتكم الغالية أولًا، وثانيًا تطميني عن أنه لم يكن في نفس الوالد علينا شيء؛ فالحمد لله على ذلك، وما أبديتموه من حب صادق وإخلاص لله وفي ذاته، فهذا هو أملي الأكيد، ولكن لا تلمني عندما تأخرت إجابتكم على خطابين منا وفي كلها طلبنا سرعة الإجابة، فلما لم يأتِ لنا إجابة اشتغل خاطري جدًّا، والله يعلم ذلك، ولكن قلت في نفسي ما هو الذنب الذي أنا استوجبت به زعل الوالد الشيخ عبدالعزيز:
وعلى كل حال سوف لا أكرر الكتابة إليه إلا بعد عودتي من مصر بعد انتهاء مهمتي – إن شاء الله -، ولكن لما جاءني خطابكم المذكور يعلم الله أنه انشرح صدري، وفرحت به من نواحٍ كثيرة، ومع علمي بكثرة مشاغلكم وأعمالكم المجيدة في سبيل هذا الدين الذي أرجو أن الله لا يحرمكم جزيل الأجر والثواب، وأن يكثر في المسلمين أمثالك العالمين المخلصين المجاهدين في سبيله، مع علمي بهذا الجهاد المجيد – فأني أرجوك عدم التساهل في مكاتبة أبنائك وأحبابك مهما يكن من أعمال لديك؛ لأن محبيك ما تتصور كيف يكن شوقهم وتطلعهم إلى إجابتك على مكاتيبهم.
هذا ما أجده في نفسي أنا، وأعتقد أن هذا يوجد عند مثلي من أبناءك، تولاكم الله بتوفيقه، وسددكم في جميع خطواتكم في سبيلة لنفع عباده آمين.
هذا وأبشر الوالد أنه بحمد الله ومنته قد تم طبع مجموعة التوحيد النجدية قبل شهرنا هذا، وشرعنا في طبع مجموعة الحديث النجدية، وقد جعلنا لها مقدمات فيها البركة –إن شاء الله–كما أفيدكم أننا طبعنا كنزا من كنوز العلم وإن كان صغير الحجم إلا أنه عظيم الفائدة وهو: (جواب أهل العلم والإيمان فيما أخبر به رسول الرحمن من أن قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تعدل ثلث القرآن) لشيخ الإسلام ابن تيمية، وسنطبع بعد الفراغ منه (طريق الهجرتين وباب السعادتين) للإمام ابن القيم، ومسائل الجاهلية لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب بشرح علامة العراق السيد محمود شكري الآلوسي – رحمهم الله جميعا-.
وهذه الثلاثة الكتب ستكون على نفقة رجل الدفاع الصالح الأمين الناصح محمد الصالح جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وخلف عليه ما أنفقه في هذا السبيل، كما أفيدكم بأننا طبعنا نسخ الشيخ عبدالله السليمان الحميد وهي (نصيحة المسلمين، والهدية الثمينة، وحسن الإفادة) لكثرة إقبال الناس عليها، وكثرة إلحاحهم علينا، كما طبعنا نسختين للأخ عبدالله السعدي وهي (منهج المنعم عليهم، وتحذير المسلمين).
هذه النسخ الأخيرة التي لابن حميد وللسعدي طبعناها على نفقة بعض الإخوان جزاهم الله خيرا، وفقنا الله وإياكم لخدمة هذا الدين الحنيف، ونشر علومه النافعة آمين.
هذا وإني حريص جدًّا على طبع إحدى نسختين عندي أحدهما عون المعبود، وثانيهما تحفة الأحوذي، أو طبع فتح الباري؛ لمسيس حاجة الناس إليها؛ فأرجوكم تبذلون الجهد إما أن تكتبوا للأمير مشعل بطبع واحدة من هذه النسخ العظيمة أو تعرضوا الموضوع على جلالة الملك، لعل الله يجعل على يديكم نجاح ما ذكر، وأنتم أعلم بما في هذه النسخ من نفع عظيم للمسلمين فإن وفقتم فالحمد لله، وإن لم فالخير فيما اختاره الله.
وكم كانت نفسي تتوق إلى طبع هذه النسخ، ويا ليت عندي مال أنفقه في هذا السبيل، ولكن الشكوى إلى الله.
هذا ما لزم ومنا السلام على الأبناء والإخوان، وخصوصا آباء المهاجرين الوالد يحيي بن حزام، والمحب الأخ الكريم محمد بن أحمد بن سنان، والحبيب محمد بن سعيد، وإني قد كتبت له استفسر عن فضيلتكم حينما سمعت بأنكم ستعينون في المدينة فجاءني منه الجواب بأن فضيلة الشيخ محمد عارض، أو كلام نحوه قصدا بذلك ما هو مترتب من نفع المسلمين في وجودكم في الرياض؛ فالله يختار لكم ما فيه الخير والنفع لعباده آمين.
هذا ويسلم عليكم الأهل والأبناء والإخوان الشيخ أحمد شاكر والشيخ محب الدين الخطيب، والشيخ حامد، والله يحفطكم ويرعاكم.
ملاحظة: سلامي للكاتب الأخ مبارك بن إبراهيم الباز بارك الله فيه، كما أبشركم بأن صحتي تحسنت لله الحمد غير أن الأدوية لابد من أخذها لمدة معينة، وكذلك العائلة يحتاجون لمعالجتهم، وسيكون ذلك بعد رمضان –إن شاء الله–فأرجوكم لا تنسونا من صالح دعواتكم في هذا الشهر المبارك، كما أني أدعو لكم في أوقات الإجابة، وفي السجود؛ فأرجو أن لا يحرمكم استجابة دعائنا بسبب ذنوبنا.
ابنك
يوسف النافع
العنوان/المطبعة السلفية 21 شارع الفتح بجزيرة الروضة بالقاهرة
أجيب في 20/11/1375هـ وبقي للتذكرة بطبع عون المعبود، أو تحفة الأحوذي، أو فتح الباري.

  1. الرسائل المتبادلة بين الشيخ ابن باز والعلماء (ص601)