رسالة من الشيخ عبدالله القرعاوي حول نصيحة لأهل الكويت

بسم الله الرحمن الرحيم[1]
حضرة صاحب الفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز حفظه.
الله سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فكتابكم الكريم بشأن الرجل الباكستاني وصل وما ذكرته كان معلومًا.
أخي هنا مسألة وهي أن أهل الكويت الآن يبحثون عن نظام لحكمهم، وأظن أنه من المتعين على الحكومة وعلمائها وحتى الصحف أن ينصحوا أهل الكويت بالتمسك بالكتاب والسُّنة، وأن يكون نظامهم الشريعة المحمدية.
وأنتم إن شاء الله ممن يحرك ذلك، ويقوم بقدر الطاقة، ولا يخفي فضيلتكم أن الكويت طرف قريب من المملكة لا سيما وحالته تطورت أنه سيؤثر على المملكة، والذي ينبغي أن المملكة هي التي تؤثر فيه، ولكن الشكوى على الله فإن رأى فضيلتكم أنكم تجتمعون مع سماحة المفتي ومعكم جملة الإخوان؛ فلعلكم جميعا تتوسطون بالملك سعود أنه يتدخل مع أهل الكويت، ويجعلون نظامهم الكتاب والسُّنة؛ لأن له فضل سابقة عليهم؛ فلعلهم يقدرونه وربما صحة الأبدان بالعلل.
قد يكون تهديد العراق يرعوون للنصحية ويقبلونها من جلالة الملك وعلماء المملكة[2] إن هم استغلوا الفرص وإلا فسيستغلها الآخرون فلا حول ولا قوة إلا بالله؛ فإن الفرص تروح واحدة بعد واحدة فلا نستغلها ويستغلها غيرنا بداخل المملكة وخارجها، إنا لله وإنا إليه راجعون ما أكبر المصائب؛ فالتيارات الجارفة المتنوعة دخلت علينا من كل جانب فلا حول ولا قوة إلا بالله.
أخي إن الأخ محمد العبودي وصل إلى المدينة ورجع إلى الرياض وأنتم ما سمعت عندكم حركة، فهل بدا لكم أو لهم أن يجعلوا الحل بالرياض جمعًا بيم المصلحتين أن تكون أنت بالرياض والجامعة عندك بالرياض هذا حسن إن كان فالله يحسن العاقبة هذا ما لزم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محبكم
عبدالله بن محمد القرعاوي
19/3 / 1381 هـ    
وقد سمعت بعد كتابتي هذه أنكم عازمون إلى المدينة عسى أن يكون خيرا بأي محل كان.
العنوان مكة جرول
إدارة مدارس الجنوب

  1. الرسائل المتبادلة بين الشيخ ابن باز والعلماء (ص65)
  2. خرم في الورقة