رسالة ثناء وتقدير من الشيخ عبدالله حمزة للشيخ ابن باز

بسم الله الرحمن الرحيم[1]
السيد صاحب الفضيلة الأستاذ الكبير والعلامة النحرير فخر العلماء الشيخ عبدالعزيز بن باز أيده الله ونصره وأمده بروح من عنده وأطال حياته نصيرا للسنة مدافعا عن الدين آمين، السلام على فضيلتكم ورحمة الله وبركاته. 
وبعد؛ فقد قيل: لا يجوز المدح في وجه الممدوح، فأمسكت زمنا دون كتابتي لفضيلتكم، حياء واحتراما، ولكن عذري أن هذه الأيام المباركة دفعتني إلى ما قيل: إنه لا يجوز، كيف وقد رأيت البحر يتدفق عذبًا فراتًا والقوم صادون فيردون من منهله العذب ما يشفي الأوام، ويبرئ السقام، وما الحياة إلا دين سليم، ورأي مستقيم؛ فأحببت الشيخ حبًّا عذريًّا عارمًا لأول وهلة، وكان بودي ألا ينفرط عقد مجلس كنت بدره التم، شكرت لذلك ربي سبحانه وتعالى ثم صديقي فضيلة الشيخ عبدالرزاق الذي كان حريصا على أن يصحبني إلى مجلسكم الكريم وهذا من فضل ربي، وإن أنسَ لا أنسى تلك الليلة الزاهية التي ذهبت فيها إلى نادي المعهد العلمي بصحبة الأستاذ فتحي محمود ويا لها من ليلة! سمعت فيها الجواهر والدرر الغوالي من فم طاهر أسأل الله أن لا يفضه؛ تعقيبا على كلمات الطلاب نثرا ونظما وإجابات الأستاذ فتحي محمود على الأسئلة التي وجهت إليه؛ فعلمت أن في السويداء رجالا وأن الله تبارك وتعالى يرعى عباده المسلمين بأمثالك يا أستاذ العلماء، وأستغفر الله ربي؛ فإني عاجز عما تزفر به نفسي، ويزدحم به فؤادي من معاني سامية، وحسن تقدير عاجز عن التصوير، وتفضلوا بقبول وافر تحياتي وسلامي وإجلالي واحترامي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المحب عبدالله حمزة
عضو بعثة الأزهر ومدرس بمعهد المجمعة العلمي
8/9/1379هـ
إجابة سماحة الشيخ عبدالعزيز
وأجاب سماحته بقوله: وسرني كثيرًا حيث أفاد عن صحتكم ومحبتكم لأخيكم فالحمد لله على ذلك، واسأل الله أن يجعلنا وإياكم من المتحابين بجلاله وأن يزيدنا جميعا من الفقه في دينه والقيام بحقه والنصح له ولعباده إنه على كل شيء قدير.
أما ما مدحتم به أخاكم فلا شك أني دونه وأني أعلم بنفسي منكم، وأسأل الله أن يعفو عني وعنكم، وأن يضاعف لكم الأجر على حسن ظنكم بأخيكم، وأن يجعلني عند حسن ظنكم، وأن يعيذنا جميعا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا آمين.
وأنا والله يا أخي لا أحب المدح، ولا أحب سماعه؛ لأنني أحوج إلى النقد والتوجيه والتشجيع من المدح؛ فالواجب بيننا هو: التواصي بالحق والتشجيع على الخير، والتنبيه على ما قد يحصل من الخلل جعلني الله وإياكم وسائر إخواننا من الذين يهدون بالحق وبه يعملون إنه سميع قريب، والرجاء إبلاغ سلامي المدير والمشايخ كما منا الأولاد والمشايخ والإخوان بخير وعافية، والله يتولاكم والسلام.

  1. الرسائل المتبادلة بين الشيخ ابن باز والعلماء (ص619).