رسالة شكر للشيخ سعيد بن عياش وثناء على جهوده

 من عبدالعزيز بن باز[1] إلى حضرة الأخ المكرم فضيلة الشيخ سعيد بن عياش وفقه لكل خير آمين سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 بعده يا محب كتابكم الكريم المؤرخ بدون وصل وصلكم الله بهداه، وسرني منه علم صحتكم، الحمد لله على ذلك، صحتنا –بحمد الله– على ما تحبون أوزع الله الجميع شكر نعمه، والقيام بحقه، والثبات على دينه؛ إنه خير مسؤول، وأشكركم على تهنئتكم بحلول شهر رمضان المبارك هنَّاكم الله بكل خير وتقبل من الجميع وأعاده علينا وعليكم وعلى سائر المسلمين أعواما كثيرة على حال خير واستقامة؛ إنه جواد كريم.
وما تضمنه كتابكم من الإفادة عن عدم تمكنكم من الاجتماع بنا حين زيارتكم للرياض وذلك لسفرنا منه قبل وصولكم إليه كما لم يمكنكم الوصول إلينا في المدينة؛ لضيق الوقت، وتأسفكم لذلك كان معلومًا.
 ومحبكم يأسف كما أسفتم، ويود لو تيسر اللقاء، ولكن عسى أن يكون في ذلك خير.
 وأخباركم بحمد الله عندنا دائما، وكلها تسرنا، وتبشر عنكم بكل خير، زادكم الله من فضله، وثبتنا وإياكم على الحق.
وقد فهمت ما أشرتك إليه عن كثرة الأعمال لديكم، وخاصة قضايا القتل والسرقات والمسكرات، وأسأل الله لكم الإعادنة والتوفيق لإصابة الحق في القول والعمل وأوصيكم بتقوى الله سبحانه والصبر والمصابرة، واحتساب هذه الأعمال من صالح أعمالكم؛ لما فيها من نصر الحق، ودفع الباطل، زادكم الله نشاطا وقوة، وأعانكم على ما حملتم.
 وقد سرني كثيرًا ما ذكرتموه من إقامتكم لحد الزنا بالرجم؛ لأن في ذلك خير رادع ووازع، وفيه صلاح العباد والبلاد، شكر الله لكم هذا الجهد الطيب، ووفقكم لما فيه رضاه، وإقامة حدوده، وتحكيم شرعه.
 وإني لأرجو لكم بذلك عظيم الأجر ورفع الدرجات إن شاء الله، وأرجو إبلاغ السلام الشيخ عبدالله بن يوسف، والشيخ إبراهيم الحديثي، وابنه محمد، وخواص المشايخ، والإخوان كما منا الأولاد والمشايخ والإخوان جميعهم بخير وعافية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
4/10/1390هـــــ

  1. الرسائل المتبادلة بين الشيخ ابن باز والعلماء (ص673)