رسالة ثناء وتقدير من طالب علم

بسم الله الرحمن الرحي[1]
حضرة صاحب الفضيلة الشيخ عبدالعزيز الموقر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أبدأ رسالتي هذه بحمد الله عز وجل الذي وفقني للتعرف بكم وبأمثالكم ممن جعلوا نصب أعينهم خدمة هذا الدين الحنيف، ووهبوا أنفسهم للخير، وباعوا الدنيا وأقبلوا على الآخرة، فجزاكم الله عنا وعن المسلمين كل خير، وكثر الله من أمثالكم.
أستاذي الكبير ومغذي روحي، نعم! إنكم يا فضيلة الشيخ مغذى روحي فإن العلم الذي تبنونه في مجالسكم كلها هو غذاء للروح وأيّ غذاء.
أرجو الله أن يطيل عمركم ويصلح عملكم ويكتبكم مع الأبرار إنه على كل شيء قدير.
إن نعمة الإسلام عظيمة لمن عرفها وفهمها وأن الإيمان له طعم حلو لذيذ لم أتذوقه تماما إلا بعد أن هداني الله تعالى منذ أشهر قليلة.
وجميع سنين الدراسة التي قضيتها في المدارس ذهبت هباء منثورا ولم تعد علي يوما بمعرفة ولا بعلم نافع.
ولكن الله -عز وجل- أنعم علي بالجلوس في المدينة، ثم كان لي عظيم الشرف بالتعرف بكم، والجلوس في حلق الذكر التي كنتم تحيونها جزاكم الله أحسن الجزاء.
إن أسعد الأوقات عندي كانت عندما أكون جالسا جانب كرسيكم في الحرم النبوي، وأتسمع إلى حديثكم العذب الذي لا يمل فعودوا إلينا سريعا أيها الشيخ الفاضل، ولا تتأخروا علينا نرجوكم؛ لأن أنفسنا بحاجة إلى من يهذبها، وأرواحنا بحاجة إلى من يغذيها وإنك يا صاحب الفضيلة خير مهذب، وأحسن مغذٍّ أقولها من قلبي المفعم بحبكم.
إنني -والله يعلم- أني أشتاق لكم أكثر مما أشتاق إلى وطني وأهلي في الأردن لماذا؟ لا أعرف إنه من الله إنني أحبكم في الله، وإنني أمد يدي مؤاخيا إياكم في الله؛ فاقبلوا ذلك مني ولا تردوها إلا بعد أن تنال ما طلبت وإنكم نعم الأخ والأب.
إنني أطلت عليكم في الكلام، ولكن هذا بعض ما يجول بخاطري تجاهكم، وإنني لعاجز تماما عن وصف ما بي من الشوق والمحبة لكم.
وإنني سوف لا أنسى جميلكم معي أبد الدهر وسأكون خادمكم وابنكم المخلص، وإنني لا أستطيع مجازاتكم؛ فجزاءكم على الله، والله عنده حسن الجزاء.
سلامي لكم وللأخوان عبدالعزيز وإبراهيم وعيالكم ومن عندنا الأبناء والعيال يهدونكم السلام.
ابنكم
مصطفى أحمد زربول
9/3/1382هـ.

  1. الرسائل المتبادلة بين الشيخ ابن باز والعلماء (ص633).