رسالة من الشيخ عبدالحميد سماق بخصوص مدرسة ومسجد

بسم الله الرحمن الرحيم[1]
حضرة صاحب الفضيلة والأخلاق النبيلة الذي لم يزدد على طول التجربة إلا بهاء ورفعة وطهارة وعفة وصفاء ومودة وعزما وحزما وعظيم همة حتى غدا علما بين الأعلام وبنور هديه ناسخا حوالك الظلام الذي:
لسنا نسميه إجـلالا وتكرمة وقدره المعـتلى عن ذاك يغنينا
أستاذنا الكريم ومربينا العظيم الذي جمع من خلال المؤمنين الصادقين شتيتها، ومن عطور الفضائل فتيتها: أرجو الله تعالى أن يصلكم كتابي هذا وأنتم على غاية ما ترومون من مراضي الله -عز وجل- فتمتعون بالصحة الكاملة في الأهل والولد والرفيق والصديق.
أستاذي الكريم وصل كتابكم الكريم الذي إن عبر فإنما يعبر عن قلب ملأه الإيمان وتغلغل فيه النصح والصدق والإخلاص وقد ملك على عقلي صراحتكم التي تحلت حواشي كتابكم الكريم بها؛ فكان لها - يشهد الله - أبلغ أثر سار في قلبي؛ لأنه يجب على المؤمن أن يكون صريحا أدامكم الله دليلا وهاديا بفعلك وقولك وما تكلمت به كان واقعا وإني كما تعلم فضيلتكم أعلم ذلك.
ولهذا السبب نفسه ذكرت لفضيلتكم إن أحببتم أن تكلفوا الشيخ ناصر الألباني أن يذهب ليرى أن العمل سائر في طريقه إلى التمام، وما كان عرضي على فضيلتكم طلب المساعدة إلا حُبا في مشاركتكم لي في هذا العمل الجليل؛ ليكون كما قال بعض الداعين لأحد العظماء " ولا أزال الله نعمة عن قوم إلا جعلك سببا لردها".
وإلى الآن لم أفهم ما سبب تأخُّر الشيخ ناصر في البحث عن الذي أخبرته به وطلبته منه، وعن قريب سألح عليه؛ ليرى بعينه صدق ما قلت، وأن العمل سائر في طريق التمام مهما حصل من التأخر، وإن كان السير بطيئا؛ فالمسجد ارتفعت جدرانه عن الأرض قدر متر ونصف الآن وأرجو الله أن يتم فضله بإتمام العمل.
وأما من خصوص المدرسة فقد عينت رجلا من إخواننا الذين يشاركوننا في العقيدة السلفية، وهو يحسن التجويد عينته معلما، ومهمته تحفيظ القرآن الكريم غيبا، وبعض المبادئ السلفية تدريجا مع مبادئ الكتابة.
وحيث لم نقدر على إنشاء بيت كما أشار بذلك صاحب الفضيلة الشيخ: عبدالرزاق عفيفي، والشيخ: رشدي لقلة ذات اليد فاستأجرنا بيتا مؤقتا؛ حتى يتم ما نرومه من بناء بيت لهذا الغرض كما هو الرأي السديد في التخلص من سيطرة الأوقاف في المستقبل إن حصل ما يدعوهم لذلك وهو لا بد حاصل.
وعلى كل حال فإني شاكر لفضيلتكم ما أبديتموه نحوي من عطف ولطف ومعاملة حسنة منذ تشرفت بمعرفتكم.
وختاما يتكرم صاحب الفضيلة بتبليغ سلاماتي لأسرته الكريمة فردا فردا، ولجميع الأخوة ومن يسأل عني مع الشكر الجزيل لفضيلتكم أدامكم الله حصنا للإسلام والحمد لله رب العالمين.
المحب المخلص والتلميذ المشتاق
عبدالحميد سماق
5/12/1382هـ

  1. الرسائل المتبادلة بين الشيخ ابن باز والعلماء (ص637).