رسالة إلى الدكتور سعيد رمضان حول مساعدات مالية للمركز الإسلامي

من عبدالعزيز بن باز[1] إلى حضرة الأخ المكرم الدكتور سعيد رمضان وفقه الله آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعده: يا محب قد تيسر من بعض المحسنين مبلغ خمسة وعشرين ألف ريال مساعدة للمركز الإسلامي في جنيف على أحد البنوك بجدة، وقد جَيَّرناه باسم الأخ محمد بن حزم الغامدي وكيل الجامعة الإسلامية بجدة، وأمرناه أن يسلم لكم المبلغ المذكور بعد قبضه، وإليكم حوالة على محل السبيعي بجدة بمبلغ خمسة وأربعين ألف ريال ( 45000 ) منها سبعة عشر ألف هي حصة المركز الإسلامي بجنيف من المساعدات التي وصلت إلينا للمركز المذكور، وللمركز الإسلامي في شرقي نيجريا، والبقية ثمانية وعشرون ألفًا اقترضناها من أمانة لدينا لبعض المشاريع الخيرية، ونرجو أن نتمكن من تسديدها قريبا –إن شاء الله– مما يرد على أيدينا من المساعدات للمركز الإسلامي بجنيف.
 وبما ذكرنا يكون جميع المبلغ سبعين ألفاُ تضاف إلى مبلغ ثلاثين ألفا وصلتكم من الأخ الشيخ أحمد صلاح جمجوم والإخوان الذين شاركوه في ذلك الجميع مائة ألف ريال ( 100000 ) يسدد منها الدين الذي على المركز للبنك السويسري، وهو ثلاثون ألف فرنك حسب ما ذكرتم، ويسدد منها –أيضًا– حاجاتكم، وأجور البيت إلى نهاية رجب من هذا العام حسب الاتفاق الذي جرى بيننا، وأسأل الله –عز وجل– أن يعينكم على مهمتكم العظيمة، وأن يضاعف الأجر لكل من ساهم في حاجة هذا المركز، وأن يصلح نية الجميع.
وإن أهم ما أوصيكم به ونفسي تقوي الله سبحانه في جميع الأحوال، وبذل الوسع في تمثيل الإسلام في أقوالنا وأفعالنا، وكل ما ينسب إلينا.
كما اوصيكم بأن تبذلوا الوسع في كل ما يرضي الله، وينفع عباده، ويكسب السمعة الحسنة لفضيلتكم وللمركز.
 وإن أهم شيء يستعان به على استعادة نشاط المركز، وتشجيع الراغبين في الخير على مساعدته هو المبادرة إلى كل ما ينفع المسلمين وغيرهم من النشرات المفيدة، والخلق الفاضل، والعمل الصالح من جميع منسوبي المركز.
 ونحن إن شاء الله سنبذل جهدنا في كل ما يعينكم على استعادة نشاط المركز، وبلوغه أهدافه الصالحة.
ونرجو منكم تزويدنا بكل ما يجد من النشرات ولو مختصرة، ونحن نساهم في ذلك بما ترون من الكمية حتى يستعيد المركز نشاطه الإسلامي، ونرجو أن تكون النشرات باللغة العربية والإنجليزية وغيرهما كعادتكم السابقة، وأن ترسلوا للرابطة ما أمكن من ذلك رفق كتاب مناسب رقيق لسعادة أمين الرابطة؛ لأن التعاوم معها مهم جدًّا حيث أمكن، ولا سبيل إلى ذلك إلا بمواصلة الجهود الإسلامية، والحرص على السمعة الحسنة التي تسر كل مؤمن، كما أنه لا سبيل إلى تحقيق كل خير إلا بالاستعانة بالله –سبحانه– والتوجه إليه دائما في طلب التوفيق والتسديد والتسهيل، لكل المهمات التي تعترض طريق الدعوة.
والله سبحانه أسأل أن يمنحكم التوفيق في كل الأعمال، ويعينكم على كل خير، وأن يجعلنا وإياكم وسائر إخواننا من دعاة الهدى، وأنصار الحق، وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفه عين؛ إنه جواد كريم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
   29 /3/ 1394هــ.

  1. الرسائل المتبادلة بين الشيخ ابن باز والعلماء (ص693)