رسالة إلى الشيخ سليمان السليمان بإقامة الدروس لنفع الناس

بسم الله الرحمن الرحيم[1]
من عبدالعزيز بن باز إلى حضرة الأخ المكرم فضيلة الشيخ سليمان بن عبدالعزيز السليمان رئيس المحكمة الكبرى بالدمام وفقه الله لكل خير ونفع المسلمين بجهوده آمين، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته: بعده يا محب أرجو أنكم والعائلة والمشايخ والإخوان بتمام الصحة والعافية، كما أنا ومن لدينا بحمد الله كذلك أوزعنا الله وإياكم شكر نعمه وصرف عن الجميع أسباب سخطه ونقمه.
ثم يا محب لا يخفاكم حاجة الناس الشديدة إلى التعليم والإرشاد ولا سيما في جهتكم لهذا اقترح على فضيلتكم أن تهتموا بالتدريس في الأوقات المناسبة لكم ولو درسا واحدا بعد العصر، أو بين المغرب والعشاء ولو بعض هذين الوقتين ولو في بعض أيام الأسبوع، وتُرَغِّبوا من لديكم من أئمة المساجد وطلبة العلم لحضور الدرس لعل الله ينفع بذلك.
وإذا تيسر الترغيب لمن يُعرف بالذكاء والميول إلى العلوم الدينية من طلاب المدراس الثانوية، وطلاب الخامسة، والسادسة الابتدائية - فهو مناسب ولو درسين في الأسبوع.
والقصد هو النظر في هذا الأمر، وبذل الوسع في إيجاد درسين أو أكثر في الأسبوع يحضرها من أمكن حضوره من الأئمة والطلبة والعامة، ويكون ذلك إما في التفسير أو في الحديث؛ ليعم النفع للجميع.
وإذا رأيتم إيجاد درس خاص للطلبة الصغار والعامة في ثلاثة الأصول، وشروط الصلاة، والقواعد الأربع، ثم في كتاب التوحيد، والعقيدة الواسطية؛ لتثبيت التوحيد والعقيدة السلفية في قلوب الناشئة والعامة - فحسن.
وإن لم يتيسر ذلك كفى ملاحظة ذلك في دروس التفسير والحديث؛ لأنهما مليئان بجميع المواد العلمية فيما يتعلق بالعقائد وغيرها.
سدد الله خطاكم، وأعانكم على كل ما فيه رضاه، ونفع عباده، وبارك لنا ولكم في الأوقات والعلم والعمل؛ إنه على كل شيء قدير، والله يتولاكم والسلام.
ملاحظة:
إذا عزمتم على هذا الأمر فينبغي إعلانه بعد صلاة الجمعة، وإيضاح الأوقات للناس؛ حتى يحضر من له رغبة، وحتى يتعالم الناس بذلك يسر الله لكم وبكم كل خير.

  1. الرسائل المتبادلة بين الشيخ ابن باز والعلماء (ص641).