رسالة شكر وثناء للشيخ عبدالله غوشة رئيس القضاة بالمملكة الأردنية

بسم الله الرحمن الرحيم[1]
من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم صاحب الفضيلة الشيخ عبدالله غوشة رئيس القضاة بالمملكة الأردنية الهاشمية وفقه الله لكل خير ونصر به دينه آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد فبمناسبة سفر محب الجميع إلى طرفكم الشيخ محمد أبو سردانة رأيت أن أحرر لفضيلتكم هذه الرسالة؛ لإبلاغكم سلامي، وسلام المشائخ في الجامعة، ولشكركم على ما تقومون به من جهود مشكورة في الدعوة إلى دين الله، والرجوع إلى التعاليم الإسلامية، والطريقة المحمدية التي هي طريق السعادة، ووسيلة النصر على الأعداء لمن تمسك بها، وحكم بها، وتحاكم إليها، وجاهد في سبيل إعلائها، وأعد العدة المستطاعة من القوة لجهاد من عاداها، أو وقف في طريقها، وأسأل الله -عز وجل- أن يزيدكم من النشاط والقوة في سبيل الدعوة إلى الحق ولا سيما في هذا العصر الذي تنكر فيه أكثر مدعي الإسلام لحقيقة الإسلام، واعتنق الكثير منهم مذاهب هدامه، ومبادئ ملحدة بعيدة عما جاءت به الرسل، ومع هذا يحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون.
وقد أجرى الله سبحانه ما أجرى من الكارثة على الأمة العربية على يد أعدائه وأعدائها من اليهود لحكمة بالغة، وأسباب معلومة؛ فأسأل الله أن يرزق الأمة العربية، والشعوب الإسلامية، وحكامها اليقظةَ، والانتباه، والاستفادة من هذه الدروس القاسية؛ حتى يرجعوا إلى دينهم الحق، ويجاهدوا في سبيله، ويبتعدوا عن المبادئ الإلحادية، والشعارات الجاهلية، كما أسأله جل شأنه أن يجعلني وإياكم وسائر علماء الإسلام من أنصار الحق، ودعاة الهدى أينما كنا، وأن يعيذنا جميعا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، وأن يمن على الجميع بالفقه في دينه، والاستقامة عليه، والصدق في الدعوة إليه؛ إنه على كل شيء قدير.
أيها الأخ الكريم أرجو أن تسير في طريق الحق بكل نشاط وقوة، وأن تكرس جهودك لهذا الغرض النبيل، وأن تشجع من لديك من العلماء على سلوك هذا السبيل، والصبر عليه، وأن تكونوا يدا واحدة في الدعوة إلى الحق، ومناصرة دعاة الهدى وتشجيعهم على مهمتهم، سدد الله خطا الجميع، وأصلح النية والعمل، ووفق ولاة أمر المسلمين لما فيه صلاحهم، وصلاح أمر العباد والبلاد؛ إنه جواد كريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرسل صورة طبق الأصل لصاحب الفضيلة الشيخ عبدالله القلقيلي مفتي المملكة الأردنية الهاشمية.
19/ 3/ 1387هـ.

  1. الرسائل المتبادلة بين الشيخ ابن باز والعلماء (ص655).