السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد:
فلقد سرني كثيرا وسر كل مسلم عرف ما تقومون به، وانشرحت صدورنا بما نسمع عنكم من عمل متواصل وجهود مشكورة في سبيل إعلاء كلمة الله، ومجاهدة أعدائه الكفرة الملاحدة، والاهتمام بنشر العلم الشرعي والمعتقد الصحيح، ومحاربة البدع والمنكرات، فنسأل الله أن يقر أعيننا وأعينكم بظهور دينه ودحر عدوه، وأن يجعل العاقبة لعباده المتقين.
ووصيتي هي تقوى الله سبحانه، والإخلاص له، والصدق معه، والثبات على طريق الجهاد والدعوة، وحمل لواء العقيدة السلفية، ونشر العلم الصحيح المستمد من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، واجتهاد أئمة السلف المبني عليهما، فإن هذا هو طريق الرسل وأتباع الرسل، قال تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [يوسف:108] وقال سبحانه: وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا [الفرقان:52] وقال سبحانه: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنََ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رضي الله عنهمْ وَرَضُوا عَنْهُ الآية [التوبة:100]، ولا شك أن من سلك هذا السبيل فسيجد من الإيذاء والتضييق من أعداء الله ما وجده رسل الله وأولياؤه وأئمة العلم والدين من أتباعهم على هديهم، لكن العاقبة للمتقين إذا تذرعوا بالصبر والثبات، وإذا علم الله منهم حسن النية والإخلاص له، وأن هدفهم هو إعلاء كلمته ونصر دينه وليس عرضا من الدنيا، قال تعالى: تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [القصص:83] وقال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف:90].
ولئن حوربتم وقتلتم وضربتم وشتمتم فلستم أفضل من رسل الله -عليهم صلواته وسلامه، وعليكم بالصبر والرفق، فإن صاحب البدع والمعصية كالمريض، يؤخذ بالرفق والحكمة، والرفق ما كان في شيء إلا زانه، ويعطي الله بالرفق ما لا يعطي على العنف ولا على غيره، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا، كما قال ﷺ.
وإنني أسأل الله أن يبارك في دعوتكم، وأن يجعلها سببا مباركا لنشر التوحيد في بلادكم، واحتسبوا عند الله أجركم، واذكروا قوله -ﷺ- لعلي -رضي الله عنه: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم وقوله ﷺ: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلكك من أجورهم شيئا.
أخي الشيخ جميل الرحمن، إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن تسعونهم بأخلاقكم، فالله الله في قومكم، حاولوا كسب قلوبهم ومودتهم والتقرب إليهم بما يرضي الله سبحانه؛ ليقبلوا منكم ويأخذوا عنكم بحسن الخلق ورحابة الصدر. وكونوا يدا واحدة على أعداء الله وأعدائكم، حتى يكتب الله لكم النصر على عدوكم وعدوه، فعسى أن يكون قريبا.
وفقنا الله وإياكم لكل خير، وهدانا إلى امتثال أمره في بذل النصيحة للمسلمين، ولاتهم وعامتهم، ورزقنا الاستقامة على دينه، والثبات على نهجه، ونصرة دينه، والدعوة إليه على بصيرة، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[1].
فلقد سرني كثيرا وسر كل مسلم عرف ما تقومون به، وانشرحت صدورنا بما نسمع عنكم من عمل متواصل وجهود مشكورة في سبيل إعلاء كلمة الله، ومجاهدة أعدائه الكفرة الملاحدة، والاهتمام بنشر العلم الشرعي والمعتقد الصحيح، ومحاربة البدع والمنكرات، فنسأل الله أن يقر أعيننا وأعينكم بظهور دينه ودحر عدوه، وأن يجعل العاقبة لعباده المتقين.
ووصيتي هي تقوى الله سبحانه، والإخلاص له، والصدق معه، والثبات على طريق الجهاد والدعوة، وحمل لواء العقيدة السلفية، ونشر العلم الصحيح المستمد من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، واجتهاد أئمة السلف المبني عليهما، فإن هذا هو طريق الرسل وأتباع الرسل، قال تعالى: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ [يوسف:108] وقال سبحانه: وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا [الفرقان:52] وقال سبحانه: وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنََ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رضي الله عنهمْ وَرَضُوا عَنْهُ الآية [التوبة:100]، ولا شك أن من سلك هذا السبيل فسيجد من الإيذاء والتضييق من أعداء الله ما وجده رسل الله وأولياؤه وأئمة العلم والدين من أتباعهم على هديهم، لكن العاقبة للمتقين إذا تذرعوا بالصبر والثبات، وإذا علم الله منهم حسن النية والإخلاص له، وأن هدفهم هو إعلاء كلمته ونصر دينه وليس عرضا من الدنيا، قال تعالى: تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [القصص:83] وقال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف:90].
ولئن حوربتم وقتلتم وضربتم وشتمتم فلستم أفضل من رسل الله -عليهم صلواته وسلامه، وعليكم بالصبر والرفق، فإن صاحب البدع والمعصية كالمريض، يؤخذ بالرفق والحكمة، والرفق ما كان في شيء إلا زانه، ويعطي الله بالرفق ما لا يعطي على العنف ولا على غيره، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا، كما قال ﷺ.
وإنني أسأل الله أن يبارك في دعوتكم، وأن يجعلها سببا مباركا لنشر التوحيد في بلادكم، واحتسبوا عند الله أجركم، واذكروا قوله -ﷺ- لعلي -رضي الله عنه: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم وقوله ﷺ: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلكك من أجورهم شيئا.
أخي الشيخ جميل الرحمن، إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن تسعونهم بأخلاقكم، فالله الله في قومكم، حاولوا كسب قلوبهم ومودتهم والتقرب إليهم بما يرضي الله سبحانه؛ ليقبلوا منكم ويأخذوا عنكم بحسن الخلق ورحابة الصدر. وكونوا يدا واحدة على أعداء الله وأعدائكم، حتى يكتب الله لكم النصر على عدوكم وعدوه، فعسى أن يكون قريبا.
وفقنا الله وإياكم لكل خير، وهدانا إلى امتثال أمره في بذل النصيحة للمسلمين، ولاتهم وعامتهم، ورزقنا الاستقامة على دينه، والثبات على نهجه، ونصرة دينه، والدعوة إليه على بصيرة، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[1].
- رسالة بعث بها سماحته إلى الشيخ جميل الرحمن. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز: 4/ 35)